تاريخ سنی ملوک الارض والانبیاء علیهم الصلاة والسلام
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
ژانرها
ثم ملك بعده إبنه أسعد أبو كرب، وهو تبع الأوسط، وكان شديد الوطأة كثير الغزو قتلته حمير، وثقل عليهم ما كان يأخذهم به من الغزو، فسألوا إبنه حسان بن تبع أن يمالئهم على قتله فيملكوه، فتأبى عليهم فقتلوه ثم ندموا وإختلفوا فيمن يملكونه بعده، فألجأتهم الحاجة إلى تمليك إبنه حسان، ويدعي بعض اليمانيين أن تبعا هذا هو المعنى في القرآن، وإنه لم يذم فيه وإنما ذم قومه. قالوا: وكما كان في الفرس ملوك يقال لهم الطوائف ممن ولاهم الإسكندر، كذلك كان في اليمن طوائف ولاهم الإسكندر. يقال لهم الأقيال والذوون وكما خرج على طوائف الفرس أردشير كذلك خرج على طوائف اليمن المسمين الأقيال والذوين أسعد بن عمرو، وكان ملكه ماية وعشرين سنة، وهو أعلم.
حسان بن تبع:
ثم ملك إبنه حسان بن تبع، وهو الذي سار إلى جديس باليمامة وأبادهم، ولم يزل حسان بن تبع يتتبع قتلة أبيه واحدا بعد واحد وقتلهم حتى كرهوه، فأتوا أخاه عمرو بن تبع فبايعوه على قتل أخيه وتمليكه بعده، ما خلا رجلا من إشرافهم يقال له ذو رعين، فإنه نهاه عن قتل الأخ وحذره سوء العاقبة، فلم يقبل منه وقتل أخاه، وكان ملكه سبعين سنة، وهو أعلم.
عمرو بن تبع:
ثم ملك عمرو بن تبع، فإضطرب عليه بدنه وتواترت علله وأسقامه فكان في بيته أبدا على فراشه، فإذا رام البروز ركب النعش وحمل على أكتاف الرجال فسمى موثبان وذا الأعواد. فأما موثبان فلملازمته ابو ثاب، وهو إسم للفراش بلغة حمير. وأما ذا الأعواد فلركوبه النعش وقد ذكره الأسود بن يعفر في شعره:
ولقد علمت سوى الذي نبأتني ... أن السبيل سبيل ذي الأعوادي
وقرأت في كتاب من كتب أخبار اليمن أن ملك ذي الأعواد كان في زمن شابور بن أردشير، وإنه ملك بعد ذي الأعواد الملوك الأربعة وأختهم أبضعة، في زمن هرمز بن شابور، وكان ملكه ثلاثا وستين سنة، وهو أعلم.
صفحه ۱۰۳