ثم إنتقل عن أهل هذا البيت وصار في يد الصقلب، فقبله بسيل الصقلبي على عهد المعتز في سنة ثلاث وخمسين ومايتين. ثم ملك بسيل عشرين سنة. ثم ملك اليون بن بسيل أيام المعتمد في سنة ثلاث وسبعين ومايتين. ثم ملك إسكندروس بن بسيل أيام المقتدر في تسع وتسعين ومايتين، فبقي سنة وشهرين ومات بالدبيلة. ثم ملك قسطنطين ابن اليون وله إثنتا عشر سنة. فغلبه على الملك قسطنطين بن أندرقس، وكان إبنه بمدينة السلام فهرب بعد وفاة أبيه ولحق بأرض الروم.
غلب على الملك وإستقر في دار البلاط وهي دار الملك شد عليه أصحاب قسطنطين بن اليون فقتلوه، وإستولى قسطنطين بن اليون على الملك في سنة إحدى وثلاثماية.
فبين ما أحكيه أنا في الفصل الثالث من هذا الباب وبين ما حكاه وكيع القاضي خلاف كثير. والذي أخذته أنا عن لفظ الرومي أولى بأن يعتمد مما حكى عن كتاب لعل من تولى نقله لم يحسن قراءته.
ولأبي معشر المنجم في كتاب الألوف من ذكر تواريخ اليونانيين مع الروم ما أحكيه في هذا الموضع.
زعم أن فيلقس كان آخر ملوك اليونانيين، وكان ينزل مدينة مقدونية من أرض الروم، وجعل اليونانيون أول سنة من سنة ملكه تاريخا لما يستقبلون من السنين. والروم كلها تفصل سني فيلقس بثلاثة فصول: فمن أول سنة منها إلى تمام مايتين وأربع وتسعين سنة يسمونها سني اليونانيين، لأن اليونانيين كانوا ملوكهم والمدبرين لهم، وكانوا إثنا عشر ملكا أولهم فيلقس والثاني الإسكندر. وبعد الإسكندر تسعة من ملوكهم لقب كل واحد منهم بطلميوس، وهو إسم مشتق من الحرب، ولكل واحد منهم إسم مخالف لإسم الآخر. وانتهى الملك بعد التاسع منهم إلى إمرأة ملكة إسمها فلوقطرا. ثم كان بعد هؤلاء الإثني عشر جماعة من ذوي الأقدار ومن عوام العلماء، كل يسمى بهذا اللقب واحدهم بطلميوس واضع كتاب المجسطي. ثم من بعد ذلك ثلاثماية وثلاث عشرة سنة أخرى تتمة ستماية وسبع سنين، يسميها الروم سني اغسطس لأنه كان أول ملوكهم. ثم من بعد ذلك إلى زماننا هذا يسمونه سني دقلطيانس لأن الملك إنتقل إليه وثبت في عقبه، وهو اللهم إلى الصواب.
صفحه ۶۳