أما تيدوسيس فإنه لعن نسطورس البطريق، وكان أسقفا من الأساقفة، وهو الذي ينسب إليه النسطورية من النصارى. وأما مرقيانس وإمرأته بلخاريا فإنهما لعنا اليعقوبية وسنا ذلك. وأما زنين فإنه كان بلاد الأرميناق وكان يرى رأي اليعقوبية. فخرج عليه خارجي وهو غائب فغلب على قسطنطينية فعاجله زنين حتى إرتجع الملك منه، ومات في حبسه. وأما نسطاس فكان من أوساط الناس، وكان يرى رأي اليعقوبية وبنى مدنا منها عمورية، فلما حفر أساسها أصاب فيه ما كان فيه وفاء بالنفقة على بناء المدينة، وفضل منه فضل فبنى به كنائس وديرات، وهو أعلم.
يوسطنيانس، طباريس، موريقس، فوقاس:
أما يوسطنيانس فإنه باني كنيسة الرها العجيبة البناء. وأما طباريس فإنه عني بالقصور التي كان ينزلها ملوك الروم، فألبس بعضها ذهبا وبعضها فضة وبعضها نحاسا. وأما موريقس فإن ملوك الفرس غلبته على عدة مدن وهو الذي إتخذ كسرى أبرويز على بهرام شوبين، وأن رجلا من جنده يقال له فوقاس وثب به فقتله وملك الروم. وأما فوقاس فإنه لما ملك تأدى خبره إلى كسرى أبرويز، فأخذته الحمية لموريقس وبعث شهريزاد إلى مدينة قسطنطينية فأناخ عليها وخبره يطول شرحه. فتقرب إلى كسرى رجل من البطارقة يقال له هرقل، فخرج في بعض الجزائر وجمع جمعا فدخل على فوقاس المدينة وقتله، وتفرغ بعد إنكشاف الفرس عن الشام في ملك أردشير بن شيرويه لعمارة بيت المقدس، ثم وردت العرب الشام فكان آخر عهد الروم بها.
صفحه ۶۰