شعاره أخضر موشى وسراويله موشاة بلون السماء، وتاجه أحمر، وخفافهم كلهم حمر، وبيده رمح معتمدا على سيفه. وكان السبب في تخلصه من القتل عن يد شيرويه ضيزا له كان إحتاله في إخراجه من المدائن، وسير به إلى بعض الأطراف فأخفاه في موضع. ولما ملك لم يزل في حروب متوالية ست عشرة سنة إلى أن قتل بمرو في سنة إحدى وثلاثين من الهجرة في السنة الثامنة من خلافة عثمان. ولما إستقل يزدجرد من العراق أخرج ما قدر عليه من جواهر وآنية ذهب وفضة مع ولده ونسآئه وحشمه، وكان فيمن خرج معه ألف طباخ، وألف حوسيان وألف فهاد وألف بازيار.
وقد كان خرزاد بن خرهرمز أخو رستم صاحب القادسية خرج معه حتى أورده أصفهان ثم كرمان ثم مرو، فسلمه ما هويه مرزبان مرو، وكتب عليه سجلا بتسليمه الملك منه ثم رجع خرزاد عنه إلى أذربيجان. ثم أن ملك الهياطلة قصد لحرب يزدجرد فمالأه ما هويه على قتله وأولاد ما هويه إلى الساعة يسمون بمرو ونواحيها خداه كشان، وقتل يزدجرد في طاحونة.
فهذا الذي حشوت به هذا الفصل من قصار أخبار الملاوك ما ليس في كتب التواريخ والسير منه إلا قليل، وباقيه في سائر كتبهم، فأما رسائلهم ووصاياهم وما أشبه ذلك مما هو في كتب التاريخ فقد أخليت الكتاب منه.
صفحه ۴۹