الجزء الثاني:
في بداوة سيناء، وفيه ذكر لغة أهلها، وديانتهم، ومعارفهم ، وزراعتهم، وصناعتهم، وتجارتهم، وعاداتهم، وخرافاتهم، وقضاتهم، ومحاكمهم، وشرائعهم، وأحكامهم، مع نقد شريعة البدو وحكومتهم وطرق إصلاحهم.
الجزء الثالث:
في تاريخ سيناء القديم والحديث، ويشمل تاريخ السكان الأصليين مع الفراعنة، وتغرب بني إسرائيل في سيناء، ومملكة النبط في البتراء، وتاريخ دير طور سيناء، وتاريخ سيناء في عهد اليونان والرمان، والفتح الإسلامي إلى هذا العهد، وحروب البدو في سيناء في عهد الأسرة العلوية، وتفصيل حادثة الحدود وغيرها.
هذا، وقد جعلت تحت كل جزء أبوابا، وتحت كل باب فصولا، تناولت جميع مباحث التاريخ القديم والحديث والجغرافية، فجاء أوفى كتاب ألف في سيناء في الإفرنجية أو العربية إلى هذا العهد، وقد تفرد عن الكتب الإفرنجية والعربية في المباحث الآتية: (1) الحجارة التاريخية العربية، ومنها الحجارة التاريخية في قلعة صلاح الدين الأيوبي على عين سدر. (2) جل ما جاء في كتب مؤرخي العرب عن سيناء وأهلها. (3) لغة بدو سيناء، وديانتهم، وعاداتهم، وأخلاقهم، وشرائعهم. (4) غزوات أهل سيناء، وحروبهم الحديثة المأخوذة عن رجومهم وتقاليدهم وأشعارهم. (5) كتاب الأم، وكتب الدير العربية.
ولما تم الكتاب على هذا المنوال، وهممت بتقديمه للطبع، عرضت لي موانع لا محل لذكرها هنا، أخرت طبعه إلى شتاء سنة 1914، فأضفت إليه ما جد عندي من الحوادث والمعلومات عن سيناء وأهلها، منذ أواخر سنة 1907، وباشرت الطبع.
الخاتمة:
ولكن لم يتم طبع الجزأين الأولين منه حتى قامت الحرب الغشومة الحاضرة، ودخل الاتحاديون الحرب في جانب الألمان، وجردوا جيشا من سوريا والعراق والحجاز على الإنكليز في مصر عن طريق سيناء، فأوقفت الطبع ريثما تنتهي الحملة، فأجعلها خاتمة الكتاب، ثم خطر لي أن أضمن الخاتمة جميع الحملات التي حملها الغزاة على مصر بطريق سيناء، ثم توسعت في ذلك، فراجعت التاريخ القديم والحديث، وأخذت خلاصة تاريخ مصر والشام والعراق وجزيرة العرب، وكل ما كان بين مصر وجاراتها من الوقائع الحربية والصلات التجارية وغيرها عن طريق سيناء، وأضفت إليه وصف جزيرة العرب، وتاريخ العرب قبل الإسلام وبعده في بلادهم وخارج بلادهم، وحركة السنوسي في الغرب، وتاريخ السوري في مصر، وغير ذلك من المباحث التي أوجبتها الحرب الحاضرة، وجعلت هذه الخلاصة مع وصف الحملة الأخيرة على مصر «خاتمة الكتاب».
وقد كان أكثر اعتمادي في هذه الخلاصة على الكتب الآتية: «فجر العمران» و«جهاد الأمم» للعلامة مسبرو، «تاريخ مصر» للمؤرخ المحقق شارب الإنكليزي، «تاريخ سوريا» النفيس للعلامة المطران يوسف الدبس، «التاريخ القديم» للأستاذ هارفي بورتر الأميركي، «تاريخ العقد الثمين» للعالم الأثري أحمد بك كمال، «تاريخ مصر الحديث، وتاريخ العرب قبل الإسلام» للمرحوم جورج بك زيدان، «تاريخ مصر» للأديبين عمر أفندي الإسكندري، والمستر سفدج الإنكليزي، «تاريخ مصر» للمرحومة هند عمون، «الدروس التاريخية» للمؤرخ المحقق الأستاذ محمد الخضري، «كتاب أشهر مشاهير الإسلام» لرفيق بك العظم، «الرحلة اليمانية» للشريف شرف عبد المحسن البركاني، «الرحلة الحجازية» لمحمد بك لبيب البتنوني، وهو من أنفس ما كتب عن جزيرة العرب قديما وحديثا، وتقارير كثيرة من أهل الخبرة من الشام والعراق والحجاز، عن صفة جزيرة العرب والعلائق التجارية وغيرها بين مصر وجاراتها في هذا العصر.
واشتد طلب الجمهور لتاريخ سيناء؛ لوقوع الحرب فيها، وكانت هذه الحرب قد زادت شغلي في إدارة المخابرات، حتى جعلته أضعاف ما كان عليه قبل الحرب، ولم تترك لي ساعة واحدة من ساعات الفراغ التي كنت أغتنمها لطبع التاريخ، فكنت أكتب الخاتمة وأجهزها للطبع في ساعات الراحة، بل في ساعات النوم، فلما كان شتاء سنة 1915 كنت قد فرغت منها، فقدمتها للطبع هي والجزء الثالث من التاريخ، وكثيرا ما كنت أقدم فصلا للطبع، فتدعوني المصلحة إلى مزايلة القاهرة، فأبعث بإصلاح ما عن لي إصلاحه بلسان البرق، وبقيت على هذا الجهاد حتى قدرني الله وفرغت من التحبير في 31 ديسمبر سنة 1915، ومن الطبع في 27 مارس سنة 1916.
صفحه نامشخص