لكن له في مقاصير العلى دار
يقول في طي تاريخ أعد له
أنا إلى جنة الفردوس خطار
وبعد أن أنهى دروسه انتقل إلى بيروت وسكن فيها، فكلفه المرسلون الأميركيون بتبييض النسخة الأولى من الكتاب المقدس والإشراف على تصحيح مسوداتها التي كان يترجمها الدكتور عالي سميث من لغاتها الأصلية إلى اللسان العربي ، ثم عين مديرا للمطبعة الأميركية ومصححا لمطبوعاتها، فقام بهذه الوظيفة خير قيام إلى أن توفاه الله في 10 نيسان 1885 في بيروت، وكان كاتبا ضليعا أطرف «النشرة الشهرية» ثم «النشرة الأسبوعية» وجريدة «كوكب الصبح المنير» بالفصول العلمية والأدبية، ونظم كثيرا من الأشعار في مواضيع دينية يترنم بها أبناء الطائفة الإنجيلية في معابدهم، وعددها يزيد عن سبعين ترنيمة مطبوعة في كتاب «الترانيم والتسابيح» الصادر من المطبعة المشار إليها، وشعره لطيف الأسلوب قريب للأفهام خال من التعقيد كالبيتين المنشورين في أسفل رسمه، وله تقريظ حسن لكتاب «مجمع البحرين» وهو:
بنى اليازجي الفرد قطب زمانه
مقامات در زانها النظم والنثر
فلا تعجبوا للدر فيها لأنه
إلى مجمع البحرين ينتسب الدر
وألف مع أخيه شاهين كتاب «تحفة الأخوين إلى طلبة اللغتين» في الإنكليزية والعربية، ثم وضع كتاب «الأجوبة الوافية في علم الجغرافية» وكتاب «الدر النظيم في التاريخ القديم» وكتاب «الدرة اليتيمة في الأمثال القديمة» و«صوت النفير في أعمال إسكندر الكبير» و«أوضح الأقوال في متلف الصحة والصيت والمال» وكتاب «الأجوبة الوفية في العلوم الصرفية» وكتاب «الحساب العقلي»؛ وغير ذلك من التآليف العلمية والحسابية والفلكية والخطب والمقالات التي لم تشهر بالطبع. وكتب في مجلة «الجنان» فصولا شتى تدل على طول باعه في المعارف، وكان فاضلا أديبا بشوشا يذكره بالخير جميع المرسلين الأميركيين في هذه الديار؛ لأنه أفادهم كثيرا وأدى لمشاريعهم خدما وافرة، وقد نقشت على قبره الأبيات الآتية:
لحد لإبراهيم سركيس الذي
صفحه نامشخص