تاريخ الصحافة العربية

فيليپ دی طرازی d. 1375 AH
118

تاريخ الصحافة العربية

تاريخ الصحافة العربية

ژانرها

ممن تطيشه المناصب والرتب

كم نعمة زالت بأيسر نقمة

أردت بصاحبها إلى أردى العطب

أنسته ما قد طاب من أوقاته

ولكل شيء في تقلبه سبب

وكان حريصا على اقتناء الكتب النادرة حتى جمع مكتبة عظيمة، وهو لا يمنع طالبا من إعارة ما يريده منها بحيث كان الكتاب يبقى لدى المستعير أعواما وربما تناساه، وكان حاضر الجواب عالي الفكر عالما بأصول السياسة محبوبا عند الرفيع والوضيع، واشتهر بالصلاح ومناصرة العلماء وإغاثة المحتاجين من أي مذهب كانوا، وتقلد مأموريات شتى في خدمة الحكومة والوطن، فإنه تعين عضوا في «مجلس إيالة صيدا الكبير» ثم في «قوميسيون فوق العادة» ثم في «محكمة استئناف التجارة» ثم في «المجلس البلدي» ثم في «مجلس الإدارة» وغيرها، وتولى سنة 1869 رئاسة «الجمعية العلمية السورية» وأنشأ لها مجلتها التي سبق وصفها. وظهر اقتداره خصوصا لما انتدبه سكان وطنه ليمثلهم سنة 1878 في مجلس النواب العثماني للمرة الأولى، فذهب إلى الآستانة ونال حفاوة كبرى لدى وزراء السلطنة وأعاظم رجالها. وبعد عودته إلى بيروت اعتزل المأموريات منقطعا إلى الآداب والمطالعة وعمل الخير. وقد كافأته الدولة على ذلك بأن منحته رتبة «باية أزمير» الرفيعة، وكان وديعا متوقد الذهن شريف المبادئ طاهر السيرة والسريرة مقداما على المشاريع العمومية. ومن مآثره أنه أدى لجمعية «المقاصد الخيرية» في بيروت خدما تذكر فتشكر وكان من مؤسسيها الأفاضل. وحلت وفاته في 24 صفر 1298ه/24 كانون الثاني 1881، ثم دفن في اليوم التابع بمشهد حافل يشهد بفضله وعلو مكانته وكثرة عوارفه، وقد رثاه الشعراء بقصائد رنانة ضاعفت الأسف عليه والبكاء على خسارته، وقد أدرج جثمانه في ضريح والده، ونقشت عليه هذه الأبيات من نظم الشيخ إبراهيم الأحدب:

وفيه ثوى من بعد ذلك نجله

حسين فوفاه الكريم مناه

على أن هذا الفرع بالفضل والتقى

وكسب العلى والعلم فاق سواه

صفحه نامشخص