وأرجو أن تكون في ذلك فائدة ونفع للقراء، ومن الله التوفيق.
محمد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والقرآن
جرت سنة الله في خلقه بأن يحيى عالم المادة بالشمس وهي تجري لمستقر لها.
وكذلك جرت سنته بأن يحيى عالم النفس الإنساني بالنبوة.
فرعشات الضوء من الشمس خير هاد للكون بكلام من النور، وأشعة الوحي من النبي خير هاد لإنسان الكون بنور من الكلام، فكلام الله الموحى إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
هو القرآن الذي عبر عن نفسه بالنور في قوله تعالى:
قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم .
1
فإن شئت تفسير ذلك فانظر إلى التاريخ تر أن في أوائل القرن السابع للميلاد كان العالم شرقه وغربه قد استحال كونه إلى الفساد والفوضى، فحضارته تتحطم بالترف والرخاوة، وسياسته تتحكم بالغلول والأثرة، وأخلاقه تتفكك بالسرف والشهوة، وعقائد تتنزى بالجدل والتعصب، ودماؤه تهدر بيد الظالمين، لغير غرض سام ولا مبدأ مقدس، وكانت شعوبه منذ زمن طويل قد فقدت مثلها العليا، فهي تعيش عيش الهمل السوائم.
صفحه نامشخص