تاريخ القرصنة في العالم
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرها
في عام 1836م عندما كانت سفينة حرس الشواطئ «واشنطن» التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بدوريتها البحرية على اتساع شاطئ نيويورك، أبلغ النوبتجي - عند وجوده بالقرب من لونج آيلاند - عن ظهور سفينة شراعية كانت تقوم بمناورات ما غامضة.
استمر القبطان لفترة طويلة يراقب التحركات الغريبة غير المفهومة لهذه السفينة، في البداية قرر القبطان أن هذه السفينة - لسبب ما - ليس بها طاقم، وأنها تسير كيفما شاء لها التيار، ولكنه عندما اقترب منها بالسفينة الحربية لاحظ على ظهرها أشباحا لأفارقة داكني البشرة، فارعي القامة، يرتدون ملابس نسائية مختلفة ألوانها كأنهم في حفل تنكري.
أصدر القبطان أمره بإنزال زورق، بعد أن وضع فيه أربعة وعشرين بحارا مسلحا، أرسل بهم إلى السفينة بعد أن جهز سفينته في وضع الاستعداد القتالي. عندما قرأ قائد الفرقة التي على الزورق اسم السفينة الغامضة «أمستاد»، أدرك على الفور مع من يتعامل، فمنذ وقت غير بعيد تلقت قيادة الأسطول البحري العسكري الأمريكي، بلاغا عن ظهور السفينة «أمستاد» التي كانت قد غادرت ميناء هافانا منذ شهرين متجهة إلى جوانا خواتو بالمكسيك - في عدة بقاع في الخليج المكسيكي والشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها لم تصل إطلاقا إلى وجهتها المنشودة.
عندما صعد مساعد قبطان السفينة «واشنطن» في صحبة بحارته المسلحين إلى ظهر «أمستاد»، خرج من بين صفوف الأفارقة رجل أبيض أشيب الشعر، توجه إليه ، ثم أخذ يلوح بيده بطريقة عصبية وهو يقول: ساعدونا! هؤلاء العبيد أعلنوا التمرد! لقد قتلوا الطاقم! اقبضوا على زعيمهم!
ظل الرعب مرتسما على وجه الرجل الأشيب، حتى في وجود البحارة المسلحين، ثم أشار إلى رجل أفريقي عملاق، كان يقف عند مؤخرة السفينة ويداه مشبوكتان على صدره، كان يراقب المشهد في صمت.
كان هذا الأفريقي يتميز عن بقية أفراد قبيلته، لا بطوله وبنيته القوية فحسب، وإنما بنظرته المسيطرة وسلوكه المتعجرف، وعندما اقترب منه بعض البحارة، إذا به يختفي فجأة في عنبر السفينة. وعلى مدى شهرين كاملين، ظل الزنوج العاملون في المزارع الجنوبية للولايات المتحدة، يتناقلون همسا قصة «أمستاد» سفينة الحرية.
وها هي الأحداث التي دارت على ظهرها:
ذات يوم توجه المدعو دون خوسيه رويس الثري الإسباني الذي كان مقيما في المكسسيك إلى هافانا لشراء شحنة من العبيد، وبعد معاينة دقيقة للبضاعة الحية، اشترى السنيور رويس تسعة وأربعين عبدا، من بينهم الأفريقي العملاق جوزيف سينكس، وقد تبين من القصص التي تناقلها التجار أن هذا الرجل هو حفيد إحدى السلالات الملكية الأفريقية في حوض نهر الكونغو، وقد رفض الأمير الأسود الأبي الانصياع لأوامر سادته. اتفق السنيور رويس - بعد أن تدارك الموقف - مع قبطان السفينة «أمستادا» التي كانت متجهة إلى المكسيك، على نقل العبيد والبضائع إلى ميناء جونا خواتو، وكان من المفترض أن تستمر الرحلة خمسة أيام فقط، ولم يكن السنيور رويس يشعر بالقلق من أن السفينة لم تكن مجهزة لنقل العبيد.
وفي اليوم الرابع اندلع التمرد بين العبيد المحبوسين في سجن السفينة، لقد استمر هؤلاء العبيد على مدى أربعة أيام يعملون خلسة تحت زعامة سينكس، في تكسير الأصفاد التي كانت تغل بعضهم ببعض، وكانت بضع دقائق كافية جدا حتى يفرض العبيد سيطرتهم على السفينة، بعد أن أعملوا القتل في طاقمها، غير أن البحار الذي كان جالسا على الدفة استطاع بسرعة البرق أن ينزل إلى الماء أحد قوارب النجاة الصغيرة، ونجح في الابتعاد عن السفينة، وعندما وصل إلى الشاطئ أبلغ السلطات عن التمرد الذي اندلع على السفينة «أمستاد».
إلى جانب هذا البحار كان هناك الخادم أنطونيو، ورويس، والسنيور مونتيس القبطان السابق للسفينة الذي أبقى سينكس على حياته على أمل أن يقود السفينة، وما إن تولى سينكس القيادة، حتى قيد مونتيس إلى الدفة، ثم أمره مهددا إياه بالموت، بعد أن لاحظ أن السفينة تأخذ وجهتها نحو الغرب، أن يتجه إلى وطنه الحبيب أفريقيا، حيث البلاد التي يسكنها الأفيال، والتماسيح، والزراف.
صفحه نامشخص