تاريخ القرصنة في العالم
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرها
5
في شبه جزيرتي برينيا
6
وأبينين
7
وفي جزر البحر الأبيض المتوسط وفي الساحل الشمالي لتونس، وقد كان لهذا التهديد رد فعل مساو له من جانب كارل الخامس، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لسلسلة من الحروب ، دارت رحاها في القرن السادس عشر على جبهات متعددة من أوروبا وأفريقيا بين الدول المسيحية، وعلى رأسها الإمبراطورية، وبين تركيا وحلفائها من المسلمين والدول التابعة. وقد أسهمت دولة القراصنة البربر في شمال أفريقيا بدور كبير في الصراع العسكري والسياسي الهائل الذي كان البحر الأبيض المتوسط مسرحا لأحداثه.
لقد كانت هذه الدولة تقوم أساسا على ما تحصل عليه من دخل نتيجة للنهب البحري. كان الأغنياء ورجال المال والتجارة فيها يقومون بتمويل حملات قطاع الطرق البحرية في شمال أفريقيا، وكانوا يستأجرون القراصنة المحترفين - الذين كانوا يعرفون باسم الرؤساء - لتحقيق أهدافهم. وقد كان هؤلاء القراصنة يشكلون ما يشبه فئة مميزة بين السكان، أما مبادئ توزيع الغنائم والأرباح فقد تم التراضي بشأنها بين الأطراف، بحيث يذهب عشرة بالمائة للحاكم كنوع من الإتاوة، وعلاوة على الغنائم التي كانت تأتي نتيجة للنهب؛ فقد كانت الأرباح المتحصلة من الفدية مقابل إطلاق سراح الأسرى وبيع العبيد، مصدرا مهما من مصادر دخل القراصنة.
عروج من جزيرة جربة أو السلطان بارباروسا الأول
في ربيع عام 1504م كانت هناك سفينتان للبابا يوليوس الثاني بابا روما، تمخران عباب بحر تبرين قادمتين من جنوة متجهتين صوب تشيفيتا-فيكيا تحملان على ظهريهما حمولة ثمينة، وما إن عبرتا جزيرتا إلبا، حتى لاحظ ربان السفينة الأولى - المدعو باول فيكتور - أن ثمة سفينة ليست كبيرة حجما تسير موازية لسفينة البابا تكاد تلازمها مدة طويلة.
كان البحر هادئا، والجو خلوا من الرياح، والسماء صحوا مع شيء من الحرارة بتأثير شمس منتصف النهار. حل وقت القيلولة، وتفرق البحارة جالسين في جماعات صغيرة على سطح السفينة، بعضهم لاحظ أن تلك السفينة تقترب من سفينتهم رويدا رويدا، وعندما راحوا يرقبونها واقفين، أدهشتهم الثقة التي كانت هذه السفينة تجري بها مناورتها، إلى حد أنه لو كان هناك حقا من القراصنة البربر، لما خاطروا بالهجوم على سفينة حربية على هذا النحو، ناهيك عن
صفحه نامشخص