تاريخ القرصنة في العالم
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرها
كان ماينورانج يقوم باستغلال الصيادين المعدمين، فضلا عن استمراره في ممارسة نشاطه بكل قوة في البحر. أما السفن الإسبانية والبرتغالية التي كانت تذهب إلى أمريكا محملة بالخمور، فكانت بمثابة لقمة سائغة بالنسبة له، وفي المقابل لم يظهر ماينورانج إطلاقا أي سلوك يتسم بالعنف تجاه القراصنة المعاصرين له، وسعى بكل الوسائل لتجنب إراقة الدماء التي لا طائل من ورائها، وكان - وهو الذي يطلب من رجاله السخرية من الأسرى - يعاقب من تثبت عليه من البحارة تهمة الإساءة والتصرف على نحو غير إنساني بتعليقه على صار من الصواري.
عندما حل الشتاء قفل ماينورانج عائدا إلى مرمرة، وقد تبعه أربعمائة من الذين هجروا مهنتهم . على أن مفاجأة غير سارة كانت بانتظارهم في أفريقيا. لقد انتهز الإسبانيون فرصة غيابه، فاستولوا على جزيرة مرمرة، بعد أن قاموا بارتكاب مذبحة هناك. عندئذ توجه ماينورانج إلى وكر آخر للقرصنة في فيلا فرنسا بإقليم سافوي، وهناك جرى لقاء بينه وبين مواطنه ويلسونهام، الذي كان يعتزم الدخول إلى عالم النهب البحري، لا سيما وأنه كان يمتلك سفينة رائعة. كان ويلسونهام ينتمي إلى إحدى العائلات الأرستقراطية العريقة في إنجلترا، وعرض على ماينورانج أن يصبح شريكه.
منذ ذلك الحين تحولت فيلا فرنسا إلى نقطة ارتكاز القراصنة الإنجليز، وقد حقق القراصنة الجدد نجاحا منقطع النظير. وعلى مدى الستة أشهر الأولى استطاعوا أن يكونوا ثروة بلغ حجمها نصف مليون كرونة، وهي ثروة طائلة بمقاييس ذلك الزمن.
ذات مرة علم ماينورانج أن أحد الأدميرالات الإنجليز، ويدعى السير وليم مونسون - وهو رجل مولع باصطياد القراصنة - قد انتحل اسم ماينورانج، حتى يتمكن من الإيقاع بعصابة صغيرة من لصوص البحر الأيرلنديين.
لم تكن هذه الحكاية الغريبة إلا واحدة من حكايات كثيرة تميز أحداث هذا العصر. لقد قرر السير وليم مونسون إبان عودته من حملة ضد قراصنة منطقة جزر أوركناي،
45
القيام بزيارة ميناء برودهايفن الواقع غربي أيرلندا، حيث قام قطاع الطرق البحرية ببناء استحكامات فيه. وعلى الرغم من أن الأدميرال كان مجهزا بسفينتين مسلحتين تسليحا جيدا، فإنه كان يرى أن هذا الموقع يمثل خطورة كبيرة؛ ولهذا فقد انتحل اسم ماينورانج عند دخوله الميناء، وفي ظنه أن هذا الاسم يمكن أن يكون ضمانا كافيا لسلامته، وقد أصاب ظنه تماما. لقد جاء أشهر نبلاء هذا المكان ويدعى ماك-كورماك، الذي كان يبسط حمايته على القراصنة المحليين، ليصعد بنفسه على ظهر سفينة الأدميرال عارضا عليه خدماته، وبعد أن وعد بإمداد سفينتي الأدميرال بكل ما يلزمهما، دعا إلى قلعته ماينورانج المزعوم على مأدبة أقامها تكريما له، بر ماك-كورماك بوعده، فعندما أرسل الأدميرال برجاله إلى الشاطئ عادوا، وقد حملت زوارقهم عن آخرها بالمؤن الغذائية.
على الرغم من المخاوف التي انتابت السير وليم من حدوث خيانة ما، فقد قرر مع هذا الذهاب إلى القلعة والاشتراك في المأدبة، وعندما رسا قاربه قرب الشاطئ، هرع إلى الماء ثلاثة رجال يرتدون ملابس أنيقة، لكي يحملوا على أكتافهم ضيف الشرف حتى البر ... «كل شيء على ما يرام» هكذا حدث الأدميرال نفسه، «إن الجميع يستقبلونني على أنني ماينورانج ، فليس ثمة خطر يتهددني إذن.»
أنزل السادة الثلاثة ضيفهم على الأرض بكل حرص، ثم أخذوا يقدمون له أنفسهم بعد أن انحنوا لتحيته. لقد اتضح أن أكبرهم سنا هو أحد أصحاب السفن من مدينة لندن، وتربطه علاقات عمل بماك-كورماك، أما الثاني فكان ناظر المدرسة المحلية، بينما كان الثالث ويدعى هالوفاي يعمل بالتجارة، وقد كون ثروة من تعامله مع القراصنة!
استقبل وليم مونسون بكل أبهة وفخامة، وكذلك بترحيب حار، وجرى الحوار بين الجميع خاليا من كل تكلف، وصل إلى السير وليم من خلاله معلومات تكفي لتكون مسوغا
صفحه نامشخص