تاريخ القرصنة في العالم
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرها
بفضل ما صنعه بومبي وقيصر، تخلصت شعوب البحر الأبيض المتوسط بعض الوقت من شرور القراصنة، غير أنه - وبعد الموت المأساوي لقيصر في الخامس عشر من مارس عام (44) قبل الميلاد - عاد القراصنة يطلون برءوسهم من جديد، كانوا يزدادون جرأة وقوة، كلما تراخت قبضة الإمبراطور الجالس على عرش روما، وقد استمر هذا الوضع حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي.
الفصل الثاني
قراصنة بحار الشمال
بسقوط الإمبراطورية الرومانية انهارت التجارة البحرية، الأمر الذي أدى إلى اختفاء القرصنة، على أنها عاودت الظهور لفترة أخرى قصيرة، وذلك عندما أخذت التجارة في العصور الوسطى في الانتعاش. وبعودة التجارة، عاد النهب البحري سيرته الأولى، هكذا أصبح من الواضح أن تطور الملاحة البحرية والعمليات التجارية في البحر كانا يمثلان المقدمة الحتمية لوجود القرصنة. لقد تطور النهب البحري بشكل مميز في العصور الوسطى، وخاصة في أحواض بحار الشمال؛ البلطيق، وبحر الشمال، ومضيق المانش، حيث كانت تمر بها أهم الطرق التجارية.
إن الصلة المذكورة بين تجارة العصور الوسطى والنهب البحري - أي بين التجارة البحرية والقرصنة - يتطلب مزيدا من إلقاء الضوء عليه.
بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أن التجارة في العصور الوسطى ، وخصوصا في مطلع هذه العصور، كانت ذات طابع يختلف تماما عما هو معروف لدينا اليوم. كان النهب يشكل العنصر الرئيس فيها؛ فتجار العصور الوسطى كانوا يلجئون إلى السطو والسرقة، سواء أكان ذلك في البر أم في البحر. في ظروف مثل هذه كان جلب البضائع وتوصيلها إلى المكان المطلوب يتطلب الحراسة الكافية.
كان قرصان العصور الوسطى يتعامل مع النهب بالطريقة نفسها، التي أصبح التاجر فيما بعد يتعامل بها، ليتمكن من الحصول على مختلف البضائع مقابل مبلغ معين يدفعه. من الطبيعي أن هؤلاء التجار الذين كانوا يتعرضون للهجوم، كانوا يبدون المقاومة، كان التجار يدافعون عن أنفسهم ضد اللصوص، على أنهم كانوا يقومون هم أنفسهم - عندما تتاح لهم الفرصة - لسرقة رفاق مهنتهم دون وخز من ضمير، بل كثيرا ما كان سكان الحضر يتعرضون للسطو على ممتلكاتهم. وهكذا فقد كان كل تاجر في العصور الوسطى لصا بدرجة أو بأخرى، يمارس حرفته - سواء في البحر أو على البر - تبعا للطرق التي تسير فيها التجارة، وفي الوقت نفسه، وعلى النقيض من ذلك، كان كل قرصان يمارس التجارة بدرجة أو بأخرى.
وبمرور الوقت لجأ بعض التجار - سعيا منهم لحماية مصالحهم التجارية - من أجل منافسة ناجحة إلى الاتحاد معا في منظمات تجارية تنامت، حتى أصبحت أحلافا ضخمة، كان له دور سياسي ضخم بعيد جدا عن حدود نشاطها التجاري نفسه، في عام 1241م تأسست شركة هانزا الألمانية لتكون أكبر هذه المنظمات، واستهدفت بصفة خاصة محاربة النهب البحري، على أنه سرعان ما أصبحت الشركة نفسها مركزا للقرصنة، وفقا لتقاليد العصور الوسطى الراسخة.
الفايكنج
شق الفايكنج عباب البحر بزوارقهم الطويلة الضخمة، كان الواحد منها يبلغ من الطول حوالي عشرين مترا وعرضه خمسة أمتار، وذلك في الفترة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر، ويرتفع في وسطه - حسب بحوث علماء الآثار - صار يبلغ طوله ثلاثة عشر مترا أو يزيد، مجهز بشراع وحيد كبير، ويعمل على جانبي الزورق اثنان وثلاثون مجدافا. كانت الدفة مثبتة في الجانب الأيمن من المؤخرة، كما كان مقدم الزورق مقوسا ، أما الجسم فقد كان مغطى بألواح من خشب البلوط، كانت الزوارق من هذا النوع تقوم بنقل الناس والبضائع، ومجهزة لخدمة الأغراض التجارية، وكذلك لأعمال السطو والسرقة، وقد استخدمها أيضا، ولكن بدرجة أقل البحارة الصقالبة
صفحه نامشخص