تاریخ ناپلئون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرها
إنني أرشدكم أيها المواطنون، كلما قدمت الشريعة إلى محكمتكم شيوخا يجاوزون الستين من أعمارهم، أو نساء أن تصرحوا علنا أنكم قد احترمتم شيوخ أعدائكم ونساءهم في وسط الحرب.
فالجندي الذي يصدر حكما بحق شخص عاجز عن حمل السلاح إنما هو جبان.»
هذا العمل الكريم أنقذ حياة مهاجر شيخ كان المجلس العسكري الطولوني قد حكم عليه بالموت، جميل أن يرى جندي تعود هرق الدم البشري في ساحات القتال يأمر جنوده بأن يحترموا ذلك الدم في ضعف الشيخوخة والمرأة، جميل أن يرى، هو، ذلك المحارب الأول بين المحاربين، داعيا رجال الحرب إلى الإنسانية، ومعتمدا بإرشاداته المخلصة، ليس على سلطته أو على شهرته العسكرية، بل على الحقوق التي نالته إياها مقدرته العقلية، ومواهبه السامية، ومعارفه الواسعة، وأعماله السلمية. إن في هذه الرسالة، التي أرسلها بونابرت وهو عضو مجلس العلماء إلى مجلس الجنوب العسكري، لعاطفة عميقة توجب على السيف أن يذعن للفكرة حين يكون العمل في سبيل الرقي العالمي.
عندما جهزت معدات السفر، ودنا وقت الرحيل، وجه نابوليون إلى جيشه هذه الخطبة الآتية:
أيها الضباط والجنود
جئت أقودكم منذ سنتين: في ذلك العهد كنتم في نهر جنوا، في أبعد ما يكون من الفقر، لا تملكون شيئا، وقد ضحيتم حتى بساعاتكم لأجل القوت الضروري، فوعدتكم بوضع حد لبؤسكم، وقدتكم إلى إيطاليا، هناك، منحتم كل شيء ... ألم أف بوعدي؟
فأجاب الجنود بصوت واحد هاتفين: أجل!
واستطرد نابوليون قائلا: «إذن فاعلموا أنكم لم تعملوا شيئا بعد في سبيل الوطن، والوطن لم يعمل شيئا بعد في سبيلكم.
إنني لأقودكم الآن إلى بلاد يقيض لكم فيها، بما تأتونه من الأعمال، أن تفوقوا على الذين يدهشون اليوم جميع المعجبين بكم، وتؤدوا إلى الوطن الخدم التي من حقه أن يتوقعها من جيش لا يقهر.
إنني لأعد كل جندي منكم بأن سيتاح له لدى عودته من تلك الحملة أن يشتري ست قطع من الأرض.
صفحه نامشخص