تاریخ ناپلئون بوناپارت

ایلیاس ابو شبکه d. 1366 AH
182

تاریخ ناپلئون بوناپارت

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

ژانرها

سوى أن مدفن نابوليون في سنت هيلين لم يكن إلا وقتيا، فلقد قال نابوليون في إحدى وصياته المؤرخة في السادس عشر من نيسان سنة 1821: «أرغب أن يستريح رفاتي على شواطئ السين، في وسط ذلك الشعب الفرنسي الذي كثيرا ما أحببته.» ولكن، لكي تتحقق أمنية الرجل الكبير، كان من الواجب على الشعب الفرنسي أن يهز نير البوربونيين وأن تنعتق حكومته من النفوذ الأجنبي.

عندما انتهى إلى أوروبا دوي هذا الموت رفض الشعب أن يصدق؛ إذ إن فكرة الخلود كانت متحدة باسم نابوليون، إلى درجة أن الشعب لم يكن يرى فيه عنصرا من عناصر الفناء، وكان ينظر إلى حياته كأنما هي عير منفصلة عن مجده. أجل، إن الخوف الذي استولى على ملوك أوروبا القديمة بقي مستمرا في إقلاق مجالسها، وطعن رفات الرجل العظيم بالاضطهادات التي أثقلت على كاهله في حياته، كأن الذراع الرهيبة، التي قلبت كثيرا من العروش، لا تزال تستطيع أن تحرك الأمم من أعماق القبر. •••

مر تسع عشرة سنة على رقاد نابوليون في سنت هيلين، بالرغم من مطالبة الشعب بنقل رفاته إلى فرنسا؛ إذ إن المجالس كانت تخشى أن تضاعف قلق السلطة الجديدة، إذا هي أرجعت صورة نابوليون إلى وسط العواصف التي كانت تزعج الأسرة الأورليانية في فرنسا.

في أواخر شهر أيار سنة 1840، بعد مذاكرة شفهية جرت بين المسيو تيير واللورد غرانفيل، كتب المسيو غيزو، سفير الدولة الفرنسية في لوندرة إلى الفيكونت بلمارستون ما يلي:

إن الواضع اسمه أدناه، السفير المفوض من لدن جلالة ملك الفرنسيين، وفقا للتعليمات التي أعطيها من قبل حكومته، يتشرف بأن يطلع سمو وزير خارجية جلالة ملكة بريطانيا العظمى وإيرلندة، على أن الملك يرغب من صميم قلبه، أن ينقل رفات نابوليون إلى فرنسا ليستريح في الأرض التي دافع عنها ومجدها، والتي تحفظ باحترام كلي بقايا الكثيرين من رفاقه في الحروب الذين أخلصوا الخدمة لوطنهم، كما أخلصها هو.

إن الواضع اسمه أدناه، له ملء الثقة بأن حكومة الجلالة البريطانية لا ترى في رغبة جلالة ملك الفرنسيين إلا عاطفة أكيدة صالحة، وتسرع بإعطاء الأوامر اللازمة لنقل بقايا نابوليون من سنت هيلين إلى فرنسا ...

الإمضاء: غيزو

فأجابه اللود بللماريستون، الذي كان اللورد غرانفيل قد سبق له أن خاطبه في هذا الشأن بأن أرسل إليه نسخة البرقية التالية التي وجهها إلى السفير الإنكليزي في باريس :

من الفيكونت بللماريستون إلى الكونت غرانفيل

ميلورد، لقد احترمت حكومة جلالتها طلب الحكومة الفرنسية نقل رفات نابوليون بونابرت من سنت هيلين إلى فرنسا، فتستطيعون أن تؤكدوا للمسيو تيير أن حكومة جلالتها ترغب إلى فرنسا في أن تعتبر هذه السرعة، التي نعطي بها جوابنا هذا، كشهادة لرغبة الجلالة البريطانية في إخماد تلك الأحقاد الوطنية التي حكمت العداء بين الأمتين مدة حياة الإمبراطور، ثم إن حكومة الجلالة البريطانية لها ملء الثقة بأنه، إذا كان هناك باقيا أثر لتلك الأحقاد، فيجب أن يدفن في الضريح الذي سيضم رفات نابوليون، إن حكومة الجلالة البريطانية والحكومة الفرنسية تتخذان معا الاستعدادات اللازمة لنقل رفاته.

صفحه نامشخص