تاریخ ناپلئون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرها
أيها الجنود، لقد سمعت صوتكم من منفاي، وجئتكم خلال جميع العراقيل والمخاطر!
إن قائدكم، الذي دعي إلى العرش باختيار الشعب وصعد على أعلامكم، قد رد إليكم اليوم فتعالوا إليه.
اسلخوا تلك الألوان التي ألفتها الأمة، والتي كانت طوال خمس وعشرين سنة سببا للتوفيق بين أعداء فرنسا جميعهم، وارفعوا هذه الشارة المثلثة الألوان فلقد حملتموها في مواقعنا المجيدة!
يجب علينا أن ننسى أننا كنا أسياد الأمم، ولكن يجب علينا ألا نتحمل أحدا يتحكم في شئوننا! استرجعوا تلك النسور التي حملتموها في أولم، وأوسترلتز، ويينا، وإيلو، وفرييدلان، وتودلا، وأكموهل، وأسلنغ، ووكرام، وسمولنسك، والموسكوا، ولوتزن، وورتشن ومونميرايل! أتعتقدون أن هذه القبضة من الفرنسيين المتجبرين تستطيع أن تتحمل نظرات تلك النسور؟ لا! فسيرجع هؤلاء من حيث أتوا، وهناك، إذا شاءوا، سيحكمون كما زعموا أنهم حكموا منذ تسع عشرة سنة.
إن ممتلكاتكم، ومقاماتكم، ومجدكم، وممتلكات أبنائكم ومقاماتهم ومجدهم لم تؤت أعداء ألد من هؤلاء الأمراء الذين انتدبهم الغرباء عليكم؛ فهم أعداء مجدنا، لأن تاريخ تلك الأعمال المجيدة، التي خلدت الشعب الفرنسي الذي وقف في وجههم ليتملص من عبء نيرهم، إنما هو الحكم عليهم وإنكارهم!
إن قدماء جيش سامبري-موز، والرين، وإيطاليا، ومصر، والمغرب، والجيش الكبير إنما هم في أشد حالة من حالات خفض الجناح، لقد هتكت حرمة جراحاتهم الشريفة، وخص بالجزاء والشرف هؤلاء الذين قاتلوا في سبيل العدو!
أيها الجنود، تعالوا اصطفوا تحت أعلام قائدكم؛ فإن وجوده لا يتكون إلا من وجودكم وليست حقوقه إلا حقوقكم وحقوق الشعب، وما صالحه وشرفه ومجده إلا صالحكم وشرفكم ومجدكم. سيمشي النصر مشية الخيلاء، وسيطير النسر بالألوان الوطنية من جرس إلى جرس حتى قبة نوتردام،
11
عند هذا يحق لكم أن تشيروا إلى جراحاتكم بشرف ومجد، عند هذا يحق لكم أن تطنبوا بالذي تكونون قد عملتموه، عند هذا تصبحون منقذي الوطن.
وعندما تشيخون، ويحيط بكم مواطنوكم مصغين إليكم باحترام، تحدثونهم عن أعمالكم المجيدة، تستطيعون أن تقولوا بفخر: وأنا أيضا كنت جنديا في هذا الجيش الكبير! الذي دخل مرتين أسوار فيينا، وروما، وبرلين، ومدريد، وموسكو، والذي أنقذ باريس من اللطخة التي لوثتها بها الخيانة واحتلال العدو! المجد لهؤلاء الجنود البواسل ! وعار دائم على الفرنسيين المجرمين الذين قاتلوا خمسا وعشرين سنة مع الغرباء ليمزقوا أحشاء الوطن!
صفحه نامشخص