تاریخ ناپلئون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرها
5
وقضت على حكومة كارلوس الرابع، حتى إنه لم يجد بدا من النزول عندئذ عند جميع مطاليب نابوليون ليغفر له تلك الاستعدادات العدائية التي اتهم بها .
كان نابوليون يسعى إلى إنزال إسبانيا على المبدأ الفرنسي لأنها، وهي محاطة ببحرين وعلى رأسها أحد البوربونيين، إنما كانت عرضة للحث على الوقوف في وجه فرنسا، فلم يلبث أن قرر عزمه على احتلال مقاطعات هذه المملكة احتلالا عسكريا.
أعطيت فرق تنقيب الجيروند البيرينه أوامر للسير إلى الأمام، فدخل المرشال مونساي المقاطعات الباسكية، وأقام ديبون بفاللادوليد، وولج دوهيم كاتالونيه، كان في ذلك الحين سبعون ألفا من الفرنسيين في شبه الجزيرة ما عدا فرقة جونو، ولقد دخلت هذه الكتائب الأماكن المحصنة من غير مقاومة البتة.
لو لم يشأ الإمبراطور إلا ضمانا قويا من بلاط مدريد ليتثبت من إخلاصه للعصبة الفرنسية لكفاه احتلال هذه الأماكن الحصينة، على أن موقف إسبانيا الداخلي، والحوادث الأهلية التي طرأت على قصر الإسكوريال غيرت خطته القديمة، وهيأت له أن يضم الأمة الإسبانية إلى الشعب الفرنسي.
كانت مملكة كارلوس الخامس (شرلكان) في ذلك الوقت على أهبة الاضمحلال؛ إذ إن الأسرة المالكة إنما كانت على خطوة من السقوط، وكان دم لويس الرابع عشر يتلطخ أمام العالم، وعشيق الملكة قد استحال إلى صفي الملك وجلاد إسبانيا، كان غودوي سائدا السيادة كلها في ذلك الحين، قال أحد الكتبة الموالين للبوربون: «لقد كان نفوذه على الأسرة المالكة نفوذا لا حد له، وكانت سلطته سلطة سيد مطلق. أما خزائن أميركا فقد كانت طوع أمره ينفقها في سبل غير قويمة، حتى لقد حول بلاط مدريد إلى مكان من تلك الأماكن التي قادت إليها عروس جوفنال
6
الساخطة والدة بريتانيكوس.»
7
كانت العناية الإلهية قد تخلت عن مملكة بيلاج ملك الإستوري، كما تخلت عن عرش كلوفيس قبل ذلك بقرن، فلم يبق طابع الانحطاط آثار الزيت المقدس على الجباه المحطمة تحت ثقل التاج المثقل بالرذائل والعار، إلا أن الملكية لم تقاس وحدها لطمات العجز والقصور؛ فإن الأشراف والإكليروس، الذين كانوا الدعامة القوية للسلطة المالكة في أيام عظمتها، قد شاطروها بؤس الشيخوخة وعجزها. عند ذلك شعر نابوليون بدافع يدفعه إلى أن يدق جرس الحزن في ذلك المأتم الرهيب!
صفحه نامشخص