============================================================
وعرفهم مواضع التي بها تؤخذ طبرستان فساروا اليها فقاتلهم قطري بمن معه فقتل قطري واستوصل أصحابه قتلا وأسرى وكان ذلك على يد المهلب بن أبي صفرة فولاه الحجاج خراسان:.
قال وفي هذه الستة نقشت الدنانير والدراهم بالعربية وكان عليها قبل ذلك كتابة بالرومية وعلى الدراهم بالفارسية واتخذ الحجاج دار الضرب وتقش على الدراهم الله صمد ولم يكن عيارها جيدا فلما ولي عمر بن هبيرة العراق جود العيار ثم جوده بعده خالد القرشي ثم بوسف بن عمر ثم جوده في آيامه (65) هرون الرشيد والمأمون ولده والواثق وكان وزن الدرهم في آيام القرشي على ثلاثة أضرب منها ضرب العشرة عشرة مثاقيل وضرب العشرة خمسة وضرب وزن العشرة سنة فضرب في الإسلام وزن العشرة سبع مثاقيل.
قال وفي سنة إحدى وتمانين توفي محمد بن الحتيفة عليه السلام والكسابيه من الشيعة بعتقدون آنه حي يجبل رضوي وأنه لا بد أن يظهر ويملئ الأرض عدلا كما ملئت جورا وكان على هذا المذهب السيد الحميري وهو القايل.
حكى متى وإلى متى ومتى الدي يا ابن الوصي وأنت حي ترزق إلا أنه اجتمع بالصادق وعرفه بطلان هذا المهذب.
قال وفي سنة اثتتين وتمانين خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعب الكندي على الحجاج بن يوسف التقفي: قيل ولى الحجاج عبد الرحمن بن محمد قتال زتتيل ملك الترك وبعثه بجيش غير كثيف ثم كتب إليه مسحته على قتاله ويأمره بأن يوغل في بلاده رجاء أن يهلك لأنه كان له مبغضا ففهم عبد الرحمن ذلك واعلم به من معه وخبرهم أن الحجاج إتما يقصد استيلاء الترك عليهم فاتفقوا على خلعه وبايعوا عبد الرحمن بن محمد فصالح عبد الرحمن ملك الترك وعاد إلى العراق بحرب الحجاج فبلغه ذلك وكتب إلى عبد الملك يستمده فأمده بجيش كثيف من الشام وسار بهم الحجاج إلى كسر فالتقت مقدمة الحجاج مقدمة عبد الرحمن فانهزم أصحاب الحجاج ومضى عبد الرحمن بجيوشه إلى البصرة فدخلها وخلع بعض أهل البصرة عبد الملك بن مروان وبايعوا عبد الرحمن وانجازوا إلى أحد جانبي البصرة وخندقوا على أنفسهم واقتتلوا قتالا شديدا ثم أتى عبد الرحمن الكوفة فتلقاه أهلها وبايعوه ثم كانت الوقعة المعروفة بوقعة الجماجم وذلك أن (66) الحجاج نزل موضعا يقال له دير قره ونزل عبد الرحمن مكانا يقال له دير الجماجم وكانت عدة أصحاب عبد الرحمن ماية آلف متهم آمراء البصرة وهم الحسن البصري وسعيد بن سين ونادي بن أبي ليلى وانما صار هؤلاء مع الأشعب بغضا للحجاج لما خبر من سفك الدماء وظلم الناس وجاعت أمداد الشام إلى الحجاج واتصل الحرب بين الفريقين ماية يوم وكان فيها إحدى وثماتون وقعة ثم هزم الحجاج عبد الرحمن بن الأشعب وأصحابه وقتل متهم آربعة ألف رجل ومضى عبد الرحمن منهزما في أصحابه
صفحه ۴۲