============================================================
قال وفي سنة عشرين وتلثماية كان مقتل المقتدر بالله وذلك أن المظفر مونس بلغه أن المقتدر قد دبر على حبسه وغضب وصعد إلى الموصل فملكها ثم جيش الجيوش وأقبل إلى بغداد فخرج المقتدر بالله لقتاله فوقع الحرب بينه ويين أصحاب مونس فاحتاط به جماعة من البرير فقتله رجل منهم وأخذ رأسه وسلبه ثيابه ومضى برأسه إلى مونس ومر بمقتتر رجل من الأكراد فستر سوته بخيش ثم حفر له ودفته وكان مقتله في الساعة الرابعة من يوم الأربعاء لليلة بقيت من شوال فكانت خلافته آربع وعشرين سنة وأحد عشر شهرأ وأربعة عشر يوما من جملتها يومان وثلاثة ليالي خلع فيها مرنين الأولى توبة بويع لابن المعتز والثانية نوبة القاهر وقد ذكرناهما وكان عمره ثمان وثلاثين سنة وشهرا وخمسة أيام.
صفته كان ربع القامة جميل الوجه أبيض بحمرة حسن الخلقة والعين مدور الوجه كثير الشيب في (193) رأسه ولحيته وكان كريما كثير الصوم والصدقة ولي الخلافة وهو صغير السن فدبر الأمور الكبار والكتاب والأمراء والوزراء وغلب أمره النساء والجواري حتى أن جارية له كان اسمها يمك تجلس للمظالم ويحضرها القضاة والفقهاء.
وكانت في أيامه أمور لم يكن مظها منها آنه ولي خمس وعشرين سنة لم يكن لمن قبله ومنها أنه استوزر اثني عشر وزيرا ومنها أن الحج بطل في أيامه من حين دخل أبو طاهر مكة وقلع الحجر الأسود.
ويقال إن المقتدر يرزق نيف وسبعين ألف ألف دينار وذلك أكثر مما جمعه الرشيد وبذل للناس من جواهر الخلافة ودخائرها ما لم تسمح به تفس أحد من الخلفاء ممن تقدمه وطمع فيه خزاته ففرق جواهر كثيرة وأكثر ذلك فرقه على الجواري وفرق من الطيب والغاليه تيف وستين حبا على الجواري وغيرهن.
وزراءه العباس بن الحسن وعلي بن الفرات ثلاث وقعات ومحمد بن عبد الله بن خاقان وعلي بن عيسى وقعتين وحامد بن العباس والقسم الخقاني وأحمد بن عبد الله بن سليمان بن وهب والفضل بن جعفر بن القران قضاته بوسف بن يعقوب ثم ابنه محمد تم عبد الله بن أبي الشوارب ثم ابنه محمد بن أحمد بن إسحق البهلول ثم عمر بن محمد بن يوسف ثم الحسن بن علي ثم عمر بن الحسن بن أبي الشوارب حجابه سوس مولى المكتفي ونصر القسوري وياقوب المعتضدي وابراهيم بن محمد بن رايق: نقش خاتمه الحمد لله الذي ليس كمظه شيء وهو خالق كل شيء.
قال المؤرخ وكان انقضاء مملكته لنتمة نلثماية وتسع عشرة سنة وتسعة شهور وثماتية وعشرين يوما للهجرة ولتمام ستة ألف وأربع ماية وعشرين سنة وأربعة وستين يوما شمسية للعالم.
صفحه ۱۳۴