188

تاریخ معتبر

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

ویرایشگر

لجنة مختصة من المحققين

ناشر

دار النوادر

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

سوريا

ژانرها

رسول الله ﷺ ذاتَ اليمين في نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، ولما انهزم المسلمون، أظهر أهلُ مكة ما في نفوسهم من العقد، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دونَ البحر، وكانت الأزلامُ معه في كنانته.
وصرخ كلدةُ: الآن بطل السحر، وكلدة أخو صفوان بن أمية لأمه، وكان صفوان حينئذ مشركًا، فقال صفوان: اسكتْ فَضَّ الله فاك، والله! لأنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش، أحبُّ إلى أن يَرُبَّني رجل من هوازن (١).
واستمر رسول الله ﷺ ثابتًا، وتراجع المسلمون، واقتتلوا قتالًا شديدًا، وقال النبي ﷺ لبغلته دلدل: "البدي"، فوضعت بطنَها على الأرض، وأخذ رسولُ الله ﷺ حفنةَ تراب، فرمى بها في وجه المشركين، فكانت الهزيمة، ونصر الله المسلمين، واتبع المسلمون المشركين يقتلونهم ويأسرونهم، وكان في السبي: الشيماءُ بنتُ الحارث، وأمها حليمةُ السعدية، وكانت أختَ رسول الله ﷺ من الرضاع، فعرَّفته بذلك، وأرتْه العلامة، وهي عضَّة النبي ﷺ في ظهرها، فعرفها، وبسط لها رداءه، وزَوَّدها، وردَّها إلى قومها، حسبما سألت.
* ذكر حصار الطائف:
ولما انهزمت ثقيف من حنين إلى الطائف، سار النبي ﷺ إليهم، فأغلقوا باب مدينتهم، وحاصرهم النبي ﷺ نيفًا وعشرين يومًا، وقاتلهم

(١) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (٥/ ١١٢).

1 / 163