182

تاریخ معتبر

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

ویرایشگر

لجنة مختصة من المحققين

ناشر

دار النوادر

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

سوريا

ژانرها

فتُحت صُلْحًا، والله أعلم.
ولما دخل النبي ﷺ مكة، كان على الكعبة ثلاثُ مئة وستون صنمًا، قد شدَّ لهم إبليسُ أقدامَها بالرصاص، فجاء ومعه قضيبٌ، فجعل يومي إلى كل صنم منها، فيخرُّ لوجهه، فيقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]، حتى مرَّ عليها كلها.
وقدم على النبي ﷺ وَحْشِيُّ بنُ حربٍ قاتلُ حمزةَ ﵁، وهو يقول: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: "أَوَحْشِيُّ؟ "، فقال: نعم، قال: "أَخْبِرْني كيفَ قتلتَ عَمِّي"، فأخبره، فبكى، وقال: "غَيِّبْ وَجْهَكَ عَنِّي" (١).
ولما دخل رسول الله ﷺ مكة، كانت عليه عِمامةٌ سوداءُ، فوقف على باب الكعبة، وقال: "لا إلهَ إلا الله وحدَه، صدقَ وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحدَه" (٢).
ثم قال: "يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! مَا تَرَوْنَ أَنِّي فاعِلٌ بِكُمْ؟ "، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخ كريم، قال: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ"، فأعتقهم رسول الله ﷺ، وكان الله تعالى أمكَنَه منهم، وكانوا له فيئًا، فبذلك سمي أهل مكة: الطلقاء (٣).

(١) رواه البخاري (٣٦٨٤٤)، عن وحشي ﵁.
(٢) رواه أبو داود (٤٥٤٧)، وابن ماجه (٢٦٢٨)، عن عبد الله بن عمر ﵁.
(٣) رواه الطبري في "تاريخه" (٢/ ١٦١)، عن قتادة السدوسي.

1 / 157