159

تاریخ معتبر

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

ویرایشگر

لجنة مختصة من المحققين

ناشر

دار النوادر

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

سوريا

ژانرها

وبلغ رسولَ الله ﷺ أمرُهم، وأنهم عادوا راجعين إلى بلادهم، وقال رسولُ الله ﷺ: "الآنَ نَغْزُوهُمْ، وَلا يَغْزُوناَ" (١)، فكان كذلك حتى فتحِ مكة، والله أعلم.
* وفيها: كانت غزوة بني قريظة في ذي القعدة: ولما عاد النبي ﷺ إلى المدينة من غزوة الأحزاب، وضع المسلمون السلاح، فلما كان الظُّهر أتى جبريلُ النبيَّ ﷺ، فقال: أقدْ وضعتَ السلاح؟ قال: "نعم"، قال: ما وضعت الملائكةُ السلاح، إن الله ﷿ يأمرُك بالمسير إلى بني قريظَة (٢)، فإني عامدٌ إليهم، فَمُزَلْزِلٌ بهم (٣).
فأمر رسولُ الله ﷺ مناديًا، فنادى: مَنْ كان سامعًا مطيعًا، فلا يصلينَّ العصرَ إلا في بني قريظة، وقدَّم عليًا ﵁ إليهم برايته، ثم تلاحق الناسُ، ونزل رسولُ الله ﷺ، وحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، وقذفَ الله في قلوبهم الرعبَ، ولما اشتد بهم الحصار، نزلوا على حكم رسول الله ﷺ، فردَّ الحكمَ فيهم إلى سعد بن معاذ، فحكَمَ أن تُقتل المقاتلة، وتُسبى الذرية والنساء، وتقسم الأموال، فقال رسول الله ﷺ: "لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ الله مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ" (٤).

(١) رواه البخاري (٤١٠٩)، عن سليمان بن صرد ﵁.
(٢) رواه البخاري (٢٦٥٨)، ومسلم (١٧٦٩)، عن عائشة ﵂.
(٣) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ٧٤).
(٤) رواه البخاري (٣٥٩٢)، ومسلم (١٧٦٨)، عن أبي سعيد الخدري ﵁، واللفظ لابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ٧٥).

1 / 134