تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
ژانرها
ويظهر أن هذين القسمين الكبيرين جعلا بعد ذلك ثلاثة عرفت بمصر العليا والوسطى والسفلى. فمصر العليا: تدعى أيضا باليونانية «ثيبايد» نسبة إلى ثيبس (طيبة) وتمتد من آخر الحدود القبلية إلى ديروط، والوسطى: يدعوها اليونان «هبتانومس» أي ذات السبع المقاطعات، وتمتد من ديروط إلى رأس الدلتا، والسفلى: تمتد من رأس الدلتا إلى البحر المتوسط، وقسمت مصر السفلى في آخر عهد اليونان إلى أربعة أقاليم كبرى تحت كل منها عدة مقاطعات.
ودعيت مصر السفلى في أيام أركاديوس بن ثيودوسيوس الأعظم «أركاديا» نسبة إليه، وقسمت مصر العليا أيضا إلى قسمين أو إقليمين دعيا ثيبايد العليا وثيبايد السفلى، تفصل بينهما أخميم أو ما يجاورها، وتكاثر عدد المقاطعات في آخر اليونان حتى بلغ 57 مقاطعة منها 34 في الدلتا فقط.
ثم إن بين ملوك مصر القدماء من وسع نطاق المملكة إلى ما وراء أسوان، وعلى الخصوص العائلة الخامسة والعشرون؛ لأن ملوكها كانوا أثيوبيين فامتد حكمهم إلى جبل برقل. أما في حكم اليونان: فبلغت حدود المملكة المصرية إلى موغراكا وراء وادي حلفا. (4) ديانة المصريين القدماء
زعم بعض قدماء المؤرخين أن المصريين القدماء كانوا من عبدة الأوثان، مستدلين على ذلك بما شاهدوه من التماثيل العظيمة التي أقيمت للعبادة، ولكن ظهر بعد استطلاع أسرار لغتهم، وقراءة ما كتبوه على هياكلهم وفي كتب موتاهم أنهم ليسوا من الوثنية على شيء، وأن هذه التماثيل إنما أقاموها في بادئ الرأي تمثيلا لبعض صفات إله حقيقي غير منظور، ولكن الزمان أرخى على تلك الحقيقة حجاب التقاليد والخرافات، فأصبح القوم لا يعرفون من معبوداتهم إلا تلك الحجارة الصماء التي هي من صنع أيديهم. على أن الحقيقة لم تكن محجوبة عن حكمائهم وكهنتهم.
أما آلهتهم فعديدة، وأسماؤها مختلفة، وصورها متنوعة، مرجعها جميعا إلى إلهين أصل هذه التنوعات، وهما «فتاح» في منف، ويقصدون به الخالق العظيم، و«رع» في طيبة الأقصر وهو الشمس، وهذان الإلهان هما أقدم آلهة المصريين، ويرجعان إلى أولهما؛ لأنهم يعتبرون الشمس تمثالا للإله الحقيقي الذي هو الخالق. ثم انتشرت هذه الديانة، وأتقنت صناعة البناء والرسم فأقاموا في كل مدينة تمثالا لأحد هذين الإلهين أو لكليهما، وكانوا يسمونها بأسماء مختلفة. فتعددت الأشباه ثم نسي المقصود الأصلي، وبقيت الظواهر، ومن جملة دواعي تعدد الآلهة: أنهم كانوا يجعلون للشمس مثلا أسماء تختلف باختلاف مواقعها من خط مسيرها فدعوها «هرمخيس» عند شروقها، وأقاموا لها أبا الهول تمثالا، و«رع» عندما تكون في خط الهاجرة، و«توم» عند الغروب و«أوزيريس» عند الظلام أي عندما تكون في العالم السفلي، وجعلوا لكل من هذه الحالات تمثالا مخصوصا، وقس على ذلك ما بقي من الآلهة الكثيرة التي أقاموا منها محاكم سماوية، وجعلوا من بينها قضاة وكتبة وجنودا.
شكل 4: أمن رع.
وفي أثناء ذلك استنبطوا المثلثات الإلهية، فكانوا يضمون ثلاثة آلهة إلى إله واحد. منها مثلث مؤلف من الآلهة أوزيريس وإيزيس وهوروس وهو المعروف بمثلث منف، والمتأمل في صورها يرى أن الأول أشبه برجل، والثاني بامرأة، والثالث بصبي.
وبين آلهة المصريين تفاوت في الدرجات؛ فعندهم ثمانية آلهة من الدرجة الأولى في منف، وهي فتاح وشو وتفنووست ونوت وأوزيريس وإزيس وهوروس، ولهم عن هذه الآلهة وغيرها أخبار وخرافات مطولة لا حاجة إلى ذكرها هنا، وإنما نذكر فيما يلي أسماء الآلهة المصرية مع ذكر مميزات كل منها بقدر الإمكان بحيث يمكن لمن يشاهدها في الآثار المصرية أن يميز أحدها من الآخر، وتسهيلا لفهم تلك المميزات نقسمها إلى قسمين بحسب نوع رءوسها:
أولا: ذوات الرءوس البشرية. ثانيا: ذوات الرءوس الحيوانية. والرءوس البشرية إما أن تكون رءوس ذكور. أو إناث، والرءوس الحيوانية إما أن تكون رءوس طيور أو حيوانات أخرى.
شكل 5: إيزيس.
صفحه نامشخص