تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
ژانرها
ثوى مبهم أو من تراه مقيدا
ونادى لسان الكون في الأرض رافعا
عقيرته في الخافقين ومنشدا
أعباد عيسى إن عيسى وحزبه
وموسى جميعا ينصران محمدا
فكانت هذه الليلة بالمنصورة من أحسن الليالي التي مرت لملك من الملوك. ثم عاد السلطان إلى مقر ملكه في القاهرة، وانتقل من دار الوزارة التي كانت إلى ذلك العهد منزلا للخلفاء، وسكن في قلعة الجبل، وأطلق جميع من كان في مصر من الأسرى، وكان منهم من له من أيام السلطان صلاح الدين، وكانت مدة نزول الصليبيين على دمياط إلى أن أقلعوا عنها ثلاث سنين وأربعة أشهر و19 يوما؛ منها مدة استيلائهم على مدينة دمياط سنة وعشرة أشهر وأربعة وعشرون يوما.
ولما استتب للملك الكامل المقام على سلطنة مصر أخرج زعماء الثورة منها، وطهر البلاد منهم حتى لم يعد لديه من ينازعه في الملك. ثم عمد إلى الصليبيين مغتنما فرصة ضعفهم، وعقد معهم معاهدة على كيفية تمكنه من الاغتيال بأخويه اللذين لولاهما لم تقم له قائمة في مصر، فأغرى الإمبراطور فريدريك ملك الصليبيين على الاغتيال بأخيه الملك المعظم، واستخراج دمشق من يده، فقدم هذا الإمبراطور إلى عكا فاتصل به خبر وفاة الملك المعظم سلطان دمشق، وتنصيب ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود مكانه. فاستبشر الملك الكامل، ووضع يده على الشوبك وبيت المقدس وغيرهما مما هو من مملكة دمشق، فشق ذلك على الملك الناصر فاستنجد عمه الأشرف وكان متسلطا على بلاد المشرق وما بين النهرين، فجاءه حالا في جيش كبير، ولكن بدلا من أن يدافع عنه ضد الملك الكامل جاء بعكس الأمر.
أما فريدريك فسار توا من عكا؛ لافتتاح مملكة دمشق ففتح أولا صور، وسار فالتقى بالملك الأشرف فتخاصما على الفريسة تخاصما انتهى بموت الملك الأشرف. فخلا الجو للملك الكامل، وأصبح الوارث لكلا الملكين فأتى سوريا لهذه الغاية، فوصل دمشق ومات بها في رجب سنة 635ه ودفن في قلعتها، وكان محبا للعظمة والافتخار، متمسكا بالسنة النبوية، محبا للعلماء، حسن الاعتقاد، معاشرا لأرباب الفضائل، حازما في أموره، لا يضع الشيء إلا في موضعه من غير إسراف ولا إقتار، وكان يبيت عنده كل ليلة جمعة جماعة من الفضلاء، ويشاركهم في مباحثاتهم كواحد منهم. تولى سلطنة مصر وخفض ضرائبها نحو الثلث وأقام فيها الزينة.
وترى في الشكلين
10-17
صفحه نامشخص