ثم إنه يفترض أن الأرض أدنى إلى أن تكون تنورا متفجرة أو سطح حمم قبل أن تبرد، وأن الماء كان بخارا حارا جدا في جو عاصف من الغازات الكبريتية والمعدنية، وأن تحت هذا يغلي ويدور محيط من المادة الصخرية المصهورة، وأن ومض الشمس والقمر المتحركين في سرعة، يكتسح في طريقه كل شيء كما تندفع ألسنة اللهب، وأن هذه النار المندفعة قد فقدت تأججها، وأن الأبخرة قد صارت أمطارا، وأن الأقراص الصخرية المتجمدة البطئية شرعت تبدو على سطح البحر المنصهر ثم تهبط فيه وتحل أخرى محلها، مؤلفة هذه الكرة الأرضية بعد أن برد الجو الذي كان تغشاه تلك السحب والأبخرة، وبعد أن جرت خطوط من الماء الحار على الصخور المتبلورة، ومن البحيرات والأخاديد التي كانت تستقبل ما يجيء به ذلك الماء الجاري الحار من الرواسب والمواد المتفتتة.
في ذلك الزمن البعيد جدا الذي لا يحصي العد قرونه، لم تكن هناك حياة ما على وجه الأرض؛ إذ كانت الحياة مستحيلة يومئذ؛ لأن الأمطار الغزيرة كانت تهطل، ولأن الرياح كانت شديدة جدا وحارة جدا، والسحب كانت دائمة والسماء غائمة.
أما كيف عرفنا أن الأرض كانت هكذا قبل أن تعرف الحياة فيها، فإنا نعيد القول هنا بأن كل ما قدمنا لم يزل من الفروض والظنون، ذلك أنه لم يصل إلينا ما يعد حقا لا ريب فيه، إنما هي آراء خرجت من نظراتنا الفاحصة فيما تركت لنا الدهور ، وفيما تخلف في الأرض من الآثار في بعض البقاع.
أما الكواكب السيارة الأخرى فإن مدة دورانها حول الأرض بين 88 يوما أرضيا أو سنة كوكبية، وبين 48 سنة أرضية وسنة كوكبية (حسب الكوكب وبعده). (6-1) المريخ
المريخ أكبر من الأرض ثلاثمائة مرة، وتستغرق دورته حول الشمس 12 سنة أرضية وسنة واحدة مريخية. ويبدو أن قلب المريخ كرة صخرية فوقها محيط من الماء البارد المتجمد، وأن على قشرته زوابع وأن جوه غائم جدا، وأن له أقمارا كثيرة عرف منها 11 قمرا. (7) نور النجوم
نجم ألفا قنطورس هو - بعد الشمس - أقرب النجوم إلينا يصل نوره إلينا مرة في أربع سنوات وربع السنة. أما نجم النسر الطائر فإن نوره يصل إلينا في 14 سنة ونصف، والسماك الرامح في 50 سنة، ومنذ ألوف السنين خرج نور السدائم والمجموعات النجومية، فقد وصل نور سديم الدجاجة إلينا منذ 5000 سنة، وهناك نور سديم خرج قبل 1700 سنة. ومن السدائم ما يستغرق وصوله إلينا 140 مليون سنة. (7-1) مقاييس الفلكيين
يعتمد الفلكيون في نتائج رصدهم على قياس زاوية الاختلاف في النجوم القريبة من الأرض، وقياس مسافات المجموعات النجومية من سير النظام الشمسي في الفضاء، وقياس المسافة من مقارنة نور النجم المطلوب تحديد مسافته بنور النجم المعروفة مسافته، والآلة الكاشفة للطيف «السبكترسكوب». (8) النيازك
في شهر سبتمبر سنة 616ق.م سقط حجر من السماء وقتل عشرة أشخاص وحطم عربات، وفي القرن العاشر سقطت أحجار نارية أحرقت بيوتا، وفي شهر نوفمبر من القرن التاسع عشر سقط حجر انفجر عند قلعة لوزير أحرق محصول القمح والأغنام.
وفي 1832 شاهد عمال فرنسيون شهبا لامعة منقضة، وفي 1846 سقط حجر في (هوت كارون) أحدث دويا وأحرق حاصلات وأغناما. وفي 1872 سقط نيزك كان يبدو كالموقد المشتعل. وفي 1908 سقط في سيبريا نيزك كبير أحدث سقوطه دويا وعطبا إلى مسافة 100 ميل.
ولم يبدأ في دراسة سقوط هذه الأحجار السماوية إلا منذ أن انقض جسم كبير في أوائل القرن التاسع عشر على إحدى مدن فرنسا، فقد مضى العلماء والمجمع العلمي الفرنسي في بحث هذه الأجسام وبواعث سقوطها، وقد تبين أنها كتل نارية من المادة تسير حول الشمس في سرعة كبيرة قابلة للقياس، قيل إنها أكثر من 25 ميلا في الثانية جذبت إلى فلك الأرض حين اقتربت منها.
صفحه نامشخص