يقال إن «كوبرنيكس» في القرن السادس قبل الميلاد، كان أول من قال إن ما يبدو من حركة الشمس والقمر والنجوم من الشرق إلى الغرب حول الأرض قد نشأ عن دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق؛ إذ إن الأرض والكواكب السيارة ليست إلا أجراما، تدور حول الشمس.
وقد تتابعت آراء الدينيين والعلماء عامة والفلكيين خاصة من منددة بنظرية كوبرنيكس إلى مقرة بها مستوعبة لتفاصيلها بعد التردد. وشاهدنا على هذا أن بطليموس وحكماء اليونان، ثم البوزجاني والبيروني والبتاني والصوفي وأضرابهم من فلكيي العرب، ذهبوا إلى أن الأرض ملكة الكون ومركزه، تحيط بها الشمس والقمر والكواكب والنجوم، وملحقاتها دائرة من فوقها نهارا ومن تحتها ليلا. (2) وزن الأرض
ثقل المادة هو مقدار جاذبية الأرض لها، وجميع المواد تتجاذب، فإذا أخذنا كرة صغيرة من الفلين مع كرة أكبر منها من الرصاص تسنى لنا أن نقيس مقدار جذب كل منها للأخرى، أما الكرة الكبرى فهي أقوى جذبا من الصغرى، ثم إن مقدار جاذبية الأرض للكرة الصغرى (أي ثقل الكرة الصغرى) هو أضعاف مقدار جاذبية كرة الرصاص لكرة الفلين؛ أي إن الأرض هي أثقل من كرة الرصاص بعدد تلك الأضعاف، فإذا عرفت وزن كرة الرصاص فاضربه في عدد تلك الأضعاف يكن لك وزن الكرة الأرضية.
هذا وثمة طريقة أخرى وهي أن يؤخذ حجم الكرة الأرضية طبقا لقواعد هندسة الأجسام أو الهندسة الفراغية، ثم تؤخذ كرة صغيرة من مادة نسبة كثافتها إلى كثافة الماء 5,52 وتقيس حجمها ثم تستخرج النسبة بين هذا الحجم وحجم الكرة الأرضية، ثم تضرب هذه النسبة في ثقل الكرة الصغيرة فيكون من ذلك ثقل الكرة الأرضية؛ إذ إن متوسط كثافة الكرة الأرضية هو 5,52 أضعاف كثافة الماء. وعند الفلكي (چينز) أن وزن الأرض 5885516 ألف ألف ألف ألف ألف طن.
وعند الدكتور والي الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية أن القشرة الأرضية لا تزيد على 64 كيلومترا، وأن تحتها مواد أصلب من الفولاذ كثافتها 1800 ميل، وعند قلب الأرض حديد مصهور حار جدا. (2-1) جوف الأرض
أما جوف الأرض فإن ما تحمله البوصة المربعة من الصخور والمواد المختلفة يزن أكثر من 300 طن على عمق 100 ميل، أما الحرارة فتزيد درجة سنتيجرادية في كل مائة قدم. (2-2) عمر الأرض
وأما عمر الأرض فقد عكف الرياضيون والفلكيون والأرضيون (علماء طبقات الأرض) على تقدير هذا العمر منذ القرن السابع عشر، مستخدمين نظريات وطرقا، منها قياس ما يستغرق من الزمن في بناء طبقات الأرض أو نقل الأملاح الذائبة من الأنهار والسيول إلى المحيطات أو برودة القشرة، أو معرفة كمية هذه الأملاح في المحيطات، وهناك من عمد إلى قياس الزمن الذي يمضي على تحول اليورانيوم والثوريوم والراديوم والعناصر المعدنية الأخرى إلى رصاص، أو تقدير ينبوع الحرارة ومصدر النشاط الإشعاعي لهذه العناصر.
هذا ويتابع هؤلاء الاستقصاء. (2-3) الفضاء المحيط بالأرض
أما الفضاء المحيط بالأرض فيتألف من طبقة جوية من النيتروچين والأوكسيچين، ومن قليل من الأركون وثاني أوكسيد الكربون والهيدروچين، ثم الكريبتون والنيون والهليوم وغيره من الغازات النادرة.
وبعد ستة أميال فوق الأرض تقل كثافة الهواء ويلطف، وينبغي على الطيار حينئذ أن يستنشق الأوكسيچين الصناعي. هذا والجو طبقات قد تصل إلى مائتي ميل. وبعد عشرين ميلا فوق الأرض يوجد غاز الأوزون الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية للشمس والنجوم، ويحول دون إضرارها بالإنسان.
صفحه نامشخص