تاریخ ماسونیه
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
ژانرها
ومثل ذلك فعل المحفل الأعظم في فرانكفورت تحت رئاسة الأخ كلوس، وخطب في الجمع ما نهض همتهم.
ولما دخلت الماسونية الجرمانية في قرنها الثاني، دخلت في دور جديد، وجعلت تنسى ما كان من الخمول والاضطهاد، وتعيد الروابط وتجدد الهمة.
ففي سنة 1838 قرر المحفل الأعظم في همبرج وجوب حضور نواب المحافل إليه؛ للتداول في مصالح عموم الماسونية.
ثم عادت الروابط بين المحافل العظمى في بروسيا، وجعلوا ينسون ما كان من الاختلافات التي نتجت عن سوء التفاهم.
وفي سنة 1840 انضم إلى الماسونية البرنس وليم بن فردريك الثالث، وتكرس في محفل يورك الأعظم بحضور عدد من أشراف الإخوة، وذلك بعد أن علم بالبحث عن شريف مقاصد هذه الجمعية، فجمع كلمتها ورفع شأنها. وكان المحفل الأعظم الوطني قد حور قوانين سنة 1838، وحورها أيضا مرة أخرى سنة 1841 حسب مقتضيات الأحوال، وأمر بطبعها وتوزيعها على الإخوة الأساتذة، ثم سمحوا بها بعد ذلك لكل من يقبل حديثا.
وفي سنة 1845 تقرر وجوب اجتماع الإخوة الماسونيين من عموم العالم الجرماني في منتدى واحد؛ توطيدا للعلاقات الأخوية، واجتمع الإخوة اجتماعهم الأول في ستاينباخ في أوغسطس من تلك السنة، وتباحثوا بما فيه صالح الماسونية عموما، ثم تبع هذا الاجتماع اجتماعات أخرى في أماكن أخرى بدعوات رسمية لسائر المحافل.
وفي نحو ذلك الحين تقرر عدم المنع من قبول الطالبين من كل الأديان إذا توفرت فيهم الصفات الماسونية المطلوبة، وكان ذلك الإقرار نتيجة جدال طويل في جواز قبول الإسرائيليين في المحافل الماسونية. ثم سعى الإخوة إلى إجراء بعض إصلاحات في عشيرتهم ففعلوا، ثم عقب ذلك انضمام كثيرين من العائلة الملوكية إلى الماسونية، وترأس بعضهم عليها، وسيأتي ذكر هؤلاء في جدول مخصوص في ذيل هذا الكتاب. فكثر حساد الماسونية بسبب ما نالته من مثل هذا الالتفات، وجعلوا يوقعون فيها، لكنها أبت إلا الحزم ففازت، ولم تكن تزيد إلا سطوة وانتشارا؛ ففي سنة 1859 كثر تشييد المحافل، وقام بين الإخوة كتبة ماهرون رفعوا شأنها بكتاباتهم، نذكر منهم الإخوة: سيديل، وكلر، وونزر، وشوبارغ، ومارباخ، ومازدورف، وزيل، وغيرهم، ولم تنته سنة 1861 حتى كثر عدد المحافل، وكانت الماسونية لذلك العهد على جانب من الألفة وشدة الرابطة، ما جعل لها عظيم اعتبار في أعين العالم عموما. وكان من جملة مشروعاتهم الخيرية مستشفى لأجل الفقراء والأيتام والأرامل. وفي سنة 1861 أسسوا الجمعية الجرمانية تجتمع سنويا في أماكن مختلفة، وموضوعها توسيع نطاق المعارف والعلوم الماسونية ونشرها وتوطيد علائق الأخوة، فسعى الوشاة إلى إيقاف الماسونية عن سيرها السريع نحو الكمال، فذهب سعيهم عبثا، ولم يلحق المحافل من ذلك السعي إلا تنشيط قواهم، فقاموا إلى تحوير قوانينهم ونشر تعاليمهم. ثم إن الحوادث السياسية التي حصلت سنة 1866 بين أوستريا وبروسيا شغلتها نوعا، ولما انتهت عادت إلى خطتها فأسست محافل جديدة، وما زالت الجمعية الماسونية الجرمانية تلتئم سنويا للأعمال العمومية إلا في سنة 1866، فإنها لم تستطع ذلك بسبب الحوادث السياسية، لكنها عادت إلى اجتماعاتها فيما بعد؛ ففي سنة 1867 التأمت في ورمس، وفي هذا الاجتماع وضعت بعض القوانين الأساسية ونشرت منشورا بعثت به إلى سائر المحافل العليا في سائر أنحاء العالم، وكنت أود لولا ضيق المقام أن أتي على نصه، إنما أقول إنه مفعم بالإحساسات الأخوية الحرة الحقيقية، وفيه من الحياة للجسم الماسوني ما يحمله على بذل النفيس في سبيل الواجبات المقدسة، وهي تدعو فيه جميع محافل العالم إلى مؤازرتها بالعمل في الفضيلة والخير والسعي نحو الكمال؛ خدمة للإنسانية وقياما بالواجبات الماسونية.
ثم جعلت الماسونية في جرمانيا تنظر في أمر قوانينها ونظاماتها، فحورت بعضا وحذفت بعضا وأضافت بعضا آخر، وما زالت ولا تزال في سعي وراء الكمال، جزاها الله خيرا.
وهاك أسماء المحافل العظمى في جرمانيا: (1)
المحفل الأعظم الوطني ذو الثلاثة عوالم في برلين. (2)
صفحه نامشخص