تاریخ ماسونیه
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
ژانرها
أما بناءو رومية فهاجروا إلى المشرق، والتجئوا إلى المغر والمدافن، وهلك منهم عدد غفير.
الماسونية في القسطنطينية والنمط القسطنطيني
وما زال المسيحيون أو بالحري البناءون في مثل هذا الاضطهاد حتى أيام قسطنطين الأكبر، الذي أمر باتباع هذه الديانة في كل مملكته على الأسلوب الذي رتبه مجمع نيقيا سنة 325، فعاد البناءون إلى بلادهم، وانتشرت تعاليمهم في سائر العالم، ولا سيما في رومية، حيث أقاموا الكنائس العظيمة بأمر قسطنطين المذكور، وأول كنيسة أقيمت سنة 323 كانت في لاتران، ثم بنوا كثيرا غيرها على بقايا الهياكل الوثنية القديمة، من جملتها كنيسة القديس بولس التي أقيمت في الفاتيكان على شكل الصليب.
وفي سنة 330 جعل قسطنطين الأكبر بيزانس سريرا لملكه ودعاها القسطنطينية نسبة إليه، وجمع إليها البنائين ليقيموا معاقلها وحصونها ومعابدها، وأول كنيسة أقيمت فيها كنيسة القديسة صوفيا الشهيرة، ابتدأ في بنائها سنة 326، ثم بنى كثيرا غيرها، وجعل في القسطنطينية مدرسة للبنائين يعلم فيها البناء على النمط الروماني ممزوجا بالنمط العربي، فتولد منهما النمط القسطنطيني، وما زال هذا متبعا إلى الجيل الثامن.
وشغف قسطنطين بعاصمته الجديدة، فنقل إليها جميع ثروات رومية وأثينا ورودس وشيوس وقبرص وسيسيليا، فازدهت وعظمت وطار صيتها.
أما الماسونيون الذين هاجروا إلى سوريا وفلسطين أيام الاضطهاد، فلبثوا فيهما إلى أيام قسطنطين، ولما تولى هذا - وكان من انتصاره للديانة المسيحية ما كان - استخدمهم في بناء الكنائس في تلك الأنحاء، وأول ما أقيم منها كان في أورشليم وبيت لحم، ثم أمر ببناء القبر المقدس في أورشليم وكنائس أخرى في أنطاكية وغيرها.
وانتشرت جمعيات الإخوة البنائين إذ ذاك في الشرق، فملأت سوريا وفلسطين، وبلغت شبه جزيرة العرب إلى ما وراء أملاك الدولة الرومانية.
وكانت هذه الجمعيات تعظم في القسطنطينية أيضا، حتى لم تأت سنة 340 إلا وفي تلك العاصمة 23 كنيسة من صنعها.
انحطاط الدولة الرومانية وتبعثر الماسونية
وكان شأنها مثل ذلك في غاليا تحت حكم الإمبراطور جوليان سنة 360، إلا أنها لم تأت سنة 380 حتى تشتت شملها لما قاست المملكة الرومانية من غزوات الجرمانيين والسكسونيين، ثم غزوات الألينيين وغيرهم، فانحطت الصناعة ولا سيما البناء، فالتجأ البناءون إلى الأديرة، فدخل في أسرارهم الكهنة وتمكنوا فيها عمليا ونظريا.
صفحه نامشخص