ذكر تسيير رسل إلى إشبيلية
كان السبب في تسييرهم أن ألفنس صاحب إشبيلية ، قد سير إلى مولانا السلطان الملك الظاهر رسولا يسمى دينارا وعلى يده هدية سنية برسالة مضمونها استدعاء مودة مولانا السلطان قبل هذا التاريخ ، فسير مولانا السلطان إليه رسلا وهم الأمير سيف الدين بلبان الجلدكي وعز الدين أيبك الكبكي الترجمان والفقيه العدل الحسين بن همام بن مرتضى المعروف بابن البيع ، وعلى ايديهم هدية سنية وعقاقير . فخرجوا من القاهرة في العشر الآخر من شوال ، ووصلوا إلى الإسكندرية ، ثم أقلعوا منها في ذي االقعدة ، فساروا ثلاثة أشهر ووصلوا إلى سنفريش فعوقهم آدي دراكون ، صاحب برشنونة ، أياما ، ثم هلك ، وولي ولده القنت ، فنقلوهم إلى جرونة ، ثم أفرج عنهم ، فساروا برأ وبحرا فوصلوا إلى برشنونة ، ثم منها إلى بلنسية ، فأقاموا بها ثلاثة أيام وسير إليهم ملكها من أحضرهم إليه وسألهم على لسان وزيره بالعجمية عما يرسمون به ، فقالوا : 1 ما لنا مرسوم" . فامر بعودهم إلى مكانهم ، فوصل رسول من زوجة الفنش ، وهي أخت صاحب برشنونة ، يأمره بإكرامهم وتسييرهم إلى زوجها .سيرهم وسير في خدمتهم جماعة من الخيالة والرحالة خدمة وخفارة إلى أن وصلوا إلى ملكة ألفنش ، فقالوا لهم : " هذه بلاد صاحبكم الذي أرسلتم إليه " ، وودعوهم وعادوا فسافروا برأ وبحرا أيضا إلى أن وصلوا بلدأ يدعى برغش [ وهي من جملة مكة ألفنش ] فنزلوا بها وسيروا من أعلم الملك بوصوهم ، فعاد رسوله يستدعيهم ، وهو يومئذ ببلد يقال له نبطورية ، فتوجهوا إليه ، فكانوا كلما وصلوا بلدا خرج أهله و تلقوهم وفرحوا بهم ، إلى أن وصلوا إلى نبطورية ، فخرج جميع من بها من الخيالة والرجالة والتقوهم ظاهرها ، واستدعاهم الملك بعد ثلاث وأكرمهم غاية الاوكرام واستحضرهم ثاني يوم واحضروا الهدية ففرح بها وقبلها وطابت نفسه ، ثم جهز لهم مركبا إلى الإسكندرية ، فسافروا إلى برشنونة إلى أن حضر المركب ، فسافروا في آخر ذي الحجة منها ، فوصلوا إلى ثغر الإسكندرية فوصلوها ليلة (....) من صفر من سنة خمس [وسبعين وست مائة].
صفحه ۱۳۱