تاریخ مکه
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف
پژوهشگر
علاء إبراهيم، أيمن نصر
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
محل انتشار
بيروت / لبنان
الْمَنَاسِك كلهَا الَّتِي يَفْعَلهَا النَّاس الْيَوْم، ثمَّ قدم بِهِ مَكَّة وَطَاف بِالْبَيْتِ أسبوعًا، ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَرض الْهِنْد.
فصل مَا جَاءَ فِي رفع الْبَيْت الْمَعْمُور من الْغَرق وَبِنَاء ولد آدم الْبَيْت بعده وَطواف سفينة نوح بِالْبَيْتِ، وَأثر الْكَعْبَة بَين نوح وَإِبْرَاهِيم وَاخْتِيَار إِبْرَاهِيم ﵇ مَوضِع الْبَيْت
عَن مُجَاهِد قَالَ: بَلغنِي أَنه لما خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض كَانَ أول شَيْء وَضعه فِيهَا الْبَيْت الْحَرَام، وَهُوَ يَوْمئِذٍ ياقوتة حَمْرَاء لَهَا بَابَانِ شَرْقي وَغَرْبِيٌّ، فَجعله مُسْتَقْبل الْبَيْت الْمَعْمُور، فَلَمَّا كَانَ زمن الْغَرق رفع فِي ديباجتين وَهُوَ فيهمَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، واستودع الله الرُّكْن أَبَا قبيس. وَفِي رِوَايَة: بعث جِبْرِيل حَتَّى خبأه فِي أبي قبيس؛ وَفِي رِوَايَة: رفع إِلَى السَّمَاء؛ وَقَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ ذَهَبا فَرفع زمَان الْغَرق، وَقَالَ ابْن جريج: كَانَ بِمَكَّة الْبَيْت الْمَعْمُور فَرفع زمَان الْغَرق فَهُوَ فِي السَّمَاء. ويروى: أَن آدم ﵇ قَالَ: أَي رب إِنِّي أعرف شقوتي إِنِّي لَا أرى شَيْئا من نورك بعد؛ فَأنْزل الله الْبَيْت الْمَعْمُور على عرض الْبَيْت فِي مَوْضِعه من ياقوتة حَمْرَاء، وَلَكِن طوله كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَأمره أَن يطوف بِهِ؛ فَأذْهب الله عَنهُ الْغم الَّذِي كَانَ يجد، ثمَّ رفع على عهد نوح. وَعَن وهب بن مُنَبّه قَالَ: لما رفعت الْخَيْمَة الَّتِي وضعت بِمَكَّة فِي مَوضِع الْبَيْت وَمَات آدم، بنى بَنو آدم من بعده مَكَانهَا بنيانًا بالطين وَالْحِجَارَة، فَلم يزل معمورًا يعمرونه هم وَمن بعدهمْ حَتَّى كَانَ زمن نوح فنسفه الْغَرق، وَفِي رِوَايَة: أول من بنى الْبَيْت بالطين وَالْحِجَارَة شِيث ﵇ وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ مَعَ نوح ﵇ فِي السَّفِينَة ثَمَانُون رجلا مَعَهم أهلوهم، وَكَانُوا فِي السَّفِينَة مائَة وَخمسين يَوْمًا، وَأَن الله تَعَالَى وَجه السَّفِينَة إِلَى مَكَّة فدارت بِالْبَيْتِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَجههَا إِلَى الجودي فاستقرت عَلَيْهِ فَبعث نوح
1 / 32