201

** منبر مكة بين العباسيين والفاطميين :

ويبدو ان ثائر مكة جعفرا بن محمد لم يلبث ان شعر بحاجته الى مهادنة الفاطميين اصحاب الحكم الجديد في مصر ولعله كان أخشى ما يخشاه عدوان القرامطة الذين كانوا لا يزالون يعيشون فسادا حول القطيف والبحرين ويقطعون السبل على الحاج فرأى ان يدعو في منبر مكة للخليفة الفاطمي المعز ففعل ابتداءا من عام 358 (1).

ولم يكن اسم المعز غريبا يومها على مكة فقد ثبت ان له علاقة خاصة يرجع عهدها الى قبل هذا التاريخ فقد ارسل وهو في المغرب قبل ان يحتل مصر رجالا لتسوية بعض الخلافات التي بلغه انها ناشبة في مكة بين بني الحسن وبني جعفر بن ابي طالب ، وقد فعلوا ذلك وعقدوا بين الفريقين صلحا في المسجد الحرام وأدوا في الوقت نفسه دية القتلى من بني الحسن مما حملوا من اموال المعز وذلك في سنة 348 (2).

وما لبث الاشراف في مكة على اثر اتصالهم بالفاطميين ان اضافوا الى الأذان عبارة «حي على خير العمل» وهو تقليد كان يتبعه الفاطميون وبذلك حذف اسم الخليفة العباسي من الخطبة في مكة (3).

ولا نشك ان العباسيين ساءهم ذلك فقد كان التنافس بينهم وبين الفاطميين في

صفحه ۲۲۲