أكثر الأمصار من بلاد الاسلام لذلك العهد الى ما بعده بأجيال طويلة أما غير العامة فكانوا يلبسون القلنسوة وحدها فوق كلوتة من الحرير (1) والكلوتة بتشديد اللام أشبه بالكوفية عندنا اليوم «الطاقية».
وكان العامة يلبسون ازارا يشبه «الفوطة» وقميصا ثم يتمنطقون عليه بحزام وتضيف الطبقة الراقية الى هذا قفطانا وجبة أو عباءة ويحتذون النعال ذات أصبع واحد ينحني حتى تتصل الأصبع بأعلى القدم بسير من الجلد وربما لبس بعضهم الموزج (2) وهو يشبه الشراب ويصنع من الصوف أو الجلد و «الجرموق» وهو يشبه الحذاء فاذا دخل المسجد أو قصور الكبراء خلع الجرموق (3).
وقلت الرغبة الى الألوان المصبوغة من الثياب فعم اللون الأبيض وأضاف الكبراء اللون الأسود الى العباءة والجبة لأنه شعار العباسيين وقد ألزم به أصحاب المراتب.
أما رجال البادية فكانوا يقتصرون على الازار ويتركون بقية أجسامهم عارية أو يلتحفون ما يشبه الرداء أو العباءة وقد أمرهم الخليفة المستعين بلبس الأكمام الواسعة (4) فكانوا يحفظون فيها دنانيرهم وبذلك لا يستبعد أن تكون أقرب شبه بأكمام البادية اليوم (5).
صفحه ۲۰۹