سقطت حكومته في مكة ودخل الأمويون المسجد فطافوا بالكعبة وتعلقوا بأذيالها حامدين شاكرين الله ساجدين وكان ذلك في 17 من جمادي الأول سنة 73 (1).
وأمر الحجاج بابن الزبير فصلب على ثنية كدا عند الحجون بأعلى مكة (2) وقد حدث عقبة بن مكرم بسند متصل الى بني نوفل حديثا جاء فيه ان الحجاج أرسل الى أسماء أم الزبير فأبت أن تأتيه فأعاد اليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن اليك من يسحبك من قرونك فأبت وقالت والله لا آتيه حتى يبعث إلي من يسحبني بقروني الى أن قال ما معناه : ثم انطلق الحجاج حتى دخل عليها فقال كيف رأيتيني صنعت بعبد الله قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وفي رواية ان ابن الزبير ظل مصلوبا حتى أمر الحجاج بدفنه
فدفن في الحجون بعد أن غسلته أمه وكفنته وطيبته.
وأقام الحجاج في مكة بعد أن أخذ البيعة من أهلها لعبد الملك بن مروان ولم يحجم عن التنكيل ببني هاشم وكاد يبالغ في ذلك لو لا أن عبد الملك ابن مروان منعه من ذلك (3) وهدد ابن الحنفية وابن عمر لحيادهما فبايع ابن عمر للأمويين مضطرا (4) ثم استصحب الحجاج نفرا كبيرا من الصحابة والتابعين الى الشام فبايعوا عبد الملك بن مروان مكرهين وبذلك انهارت الفكرة التي نعتقد ان ابن الزبير أبلى في سبيلها ما أبلى ليعيد الى الحجاز نفوذه الديني ومركزه من خلافة الاسلام.
صفحه ۱۲۳