ولقد سلك الولد قاسم أبقاه الله مسلك الإنصاف، مجانبا للباطل والاعتساف، في سياق رده على بعض المؤرخين الذين فقدوا أمانة التاريخ، وغطى على قلوبهم كامن النصب والأحقاد، وظلموا الكافة من العباد، كالمؤرخ القاضي الأكوع هداه الله إلى الصواب، فقد ملأ كتابه (هجر العلم ومعاقله) بالسب والشتم، فتراه يغمز تارة ويلمز تارة أخرى في كثير من العلماء والعباد والمصلحين، وينسب إليهم الأباطيل، ولكن الولد قاسم حماه الله قد ألقمه الحجر وسدد عليه المضايق، فرماه بثالثة الأثافي ونسف آثاره في الفيافي، مع لين في الجانب وحكمة في الأسلوب، وقوة في السبك، فما بقي إلا أن نتمثل بقول القائل:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه
صفحه ۵