تاریخ جنگ بالکان اول: بین دولت عالیه و اتحاد بالکانی که شامل بلغارستان، صربستان، یونان و مونتهنگرو بود
تاريخ حرب البلقان الأولى: بين الدولة العلية والاتحاد البلقاني المؤلف من البلغار والصرب واليونان والجبل الأسود
ژانرها
رئيس
عزتلو حسن بك سعيد
عضو
عزتلو حنفي بك ناجي
عضو
وبلغ عدد بعثات الجمعية سبعا، بعضها يسمى بعثة ميدان؛ أي غير ثابتة، وبعضها ثابت كبعثة بكلربكي، وأخرى لنقل الجرحى والمرضى والمهاجرين كباخرة «البحر الأحمر». والمستفاد من تقاريرها أنها أعانت عددا عظيما من الذين نكبتهم الحرب الطاحنة. ولا ريب في أن جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والسيدات الكرائم اللواتي تطوعن لخدمة الجرحى وإعانة المنكوبين على اختلاف الأجناس والأديان، هم الذين أبقوا على بقية من شرف الإنسانية والمدنية والمروءة التي كادت تقضي عليها فظائع الإنسان في هذا العصر، عصر الماديات.
ويحسن بنا في عرض الكلام على صنع الخير أن نشير إلى كرام المصريين الذين أرسلوا ما تبرعوا به إلى الأستانة مباشرة، كصاحبي السعادة محمود سليمان باشا وعلي شعراوي باشا، اللذين أرسل كل منهما مبلغا وافرا إلى عاصمة السلطنة العثمانية؛ إسعافا للجرحى والمرضى، أثاب الله جميع أهل المروءة خير ثواب. (2) تعليل هذا التأثير
أمر طبيعي أن كل إنسان يميل إلى أبناء دينه ويعطف عليهم، والشذوذ لا يقاس عليه، وكل ما رأيناه من عطف المسلمين في أنحاء المعمور على تركيا لا يخرج عن دائرة هذا الأمر الطبيعي الذي سيبقى ما بقيت الأديان والمذاهب.
وهناك باعث آخر لا يحسن إغفاله، وهو أن رؤية المغلوب ورغبة كثيرين في الإجهاز عليه تدفعان على الغالب أهل الشعور من الناس إلى تعضيده بما تسمح به حالهم. والدولة العلية كما عرف القاصي والداني لم تر طالعها سعيدا في الحرب البلقانية، ولم تجد من الأعوان إلا أفرادا قلائل من الكتاب الأحرار أو من أهل الخير الذين تنحصر مساعدتهم في معالجة الجرحى والمساكين، بل هي لم تجد من أوروبا إنجازا لوعد أو حفظا لعهد، فأي الناس أولى من المسلمين في العطف على الدولة وتلك حالها ...؟
وأهم من كل ما تقدم عند أهل الورع منهم ما قاله لنا أحد العلماء المسلمين وهو: «إن المسلم الذي تعلم قواعد دينه يعتقد أن وجود الخلافة واجب كل الوجوب، فلما حدثت معركة لوله بورغاز ثم زحف البلغاريون إلى باب الأستانة اهتز العالم الإسلامي لذاك النبأ الخطير؛ لأن كثيرين من أبنائه خافوا أن توضع مسألة الخلافة المقدسة على بساط البحث عند دخول الأعداء عاصمة السلطنة ومقر الخليفة، ولكن هذا الخوف كان في غير محله.» «أما قولهم: إن أوروبا عرفت بعد حرب البلقان أن الجامعة الإسلامية التي كان يهول بها عبد الحميد لا توجب خوف الدول، فهو قول يسرنا نحن المسلمين الذين ننظر إلى المستقبل؛ لأن أوروبا التي كبرت أوهامها في هذا الموضوع كانت تظهر الخوف من نجاحنا واجتماعنا لإقلاق بالها، أما الآن فقد عرفت أن المسلم مثلا يميل إلى أبناء دينه ميلا طبيعيا كغيره، والمأمول بعد زوال هذا الشبح أن تترك أوروبا المسلمين يسيرون في سبيل النجاح الطبيعي.»
صفحه نامشخص