تاریخ جنگ بالکان اول: بین دولت عالیه و اتحاد بالکانی که شامل بلغارستان، صربستان، یونان و مونتهنگرو بود
تاريخ حرب البلقان الأولى: بين الدولة العلية والاتحاد البلقاني المؤلف من البلغار والصرب واليونان والجبل الأسود
ژانرها
المعارك البحرية
ذكرنا أهم ما كتبه المؤلفون والمراسلون الحربيون حتى صدور هذا الكتاب عن المعارك البرية، فبقي أن نعقد فصلا وجيزا عن الأعمال البحرية، وقبل الكلام عليها نذكر قوة كل عدو يوم إعلان الحرب. (1) الأسطول العثماني
شرعت الحكومة العثمانية بعد إعلان الدستور في تنظيم أسطولها، وكلفت جماعة من الضباط الإنكليز أن يساعدوها في هذا العمل الخطير، فتقدم الأسطول العثماني بعض خطوات في سبيل النجاح، وبينما كان في إبان حركة التنظيم هجمت إيطاليا على طرابلس الغرب، فكان إعلان الحرب الطرابلسية من الأسباب الجوهرية في إيقاف تنظيمه.
ولما قامت الحرب البلقانية كان الأسطول العثماني مؤلفا من ثلاث مدرعات متوسط طنات الواحدة منها 10000، وكان بينها اثنتان اشترتهما الحكومة العثمانية من ألمانيا وهما: «خير الدين بارباروسا»، و«طورغود»، وتاريخ إنشاء هاتين المدرعتين يرجع إلى سنة 1890، وعدد مدافع كل منهما ستة من طراز 280، وثمانية من طراز 105، وسرعتها 20 عقدة، وكثافة درعها 20 سنتيمترا، أما تاريخ المدرعة الثالثة المدعوة مسعودية فيرجع إلى سنة 1874، على أنها أصلحت وجددت سنة 1904، وعدد مدافعها الضخمة اثنان فقط ومعها 12 مدفعا من طراز 150، والمدرعات المذكورة هي أفضل ما كان عند الدولة العثمانية من البوارج.
وكان عندها أيضا أربع طرادات مدرعة أنشئت سنة 1870 ثم أصلحت سنة 1907 وهي عصر توفيق وحميدية ومجيدية، واثنتا عشرة سفينة للتوربيد، وتسع سفن مقاومة للتوربيد وعدد من المدفعيات، وسفن أخرى لا تعد ذات شأن في الهجوم.
أما البحارة فكان بينهم أكثر من ألف ضابط و2300 صف ضابط وجندي. (2) الأسطول اليوناني
وكان عند اليونان طرادة مدرعة من أقوى الطرادات الحديثة اسمها جورج أفيروف (وهو اسم اليوناني الذي تبرع بمعظم ثمنها)، وعدد طناتها 10000، وتاريخ إنشائها 1910، وعدد مدافعها الضخمة أربعة من طراز 234، وثمانية من طراز 190، وكثافة درعها 20 سنتيمترا، وسرعتها 23 عقدة. ثم ثلاث مدرعات مصنوعة في فرنسا عدد طنات الواحدة 5000، وتاريخ إنشائها ما بين 1889-1890 وعدد المدافع الضخمة في كل منها ثلاثة، والمدافع الأخرى خمسة، وسرعتها 17 عقدة فقط وهي: بسارا وهيدرا وسبتساي. ثم طرادة صغيرة، و8 نسافات سرعتها 31 عقدة، وأربع مصنوعة في إنكلترا سرعتها 32 عقدة، وغواصة مصنوعة في فرنسا، وعدة سفن أخرى لا تعد ذات قيمة كبيرة.
أما رجال هذا الأسطول فكانوا 400 ضابط، و3600 صف ضابط وجندي. (3) الأعمال البحرية في البحر الأسود ومرمرا وفي بحر الأرخبيل والبحر الأيوني
يمكننا أن نقسم الأعمال البحرية التي جرت إلى قسمين؛ أولهما: كان في البحر الأسود وبحر مرمرا، والثاني: في بحر الأرخبيل والبحر الأيوني، وقد حصر الأسطول العثماني أعماله حتى يوم الهدنة الأول في البحر الأسود، وكان غرضه أن يضرب بعض الثغور البلغارية، ويحمي الجنود العثمانية التي تبحر هناك أو تنتقل عند الشواطئ، وأن يمنع إرسال المئونة والذخيرة إلى البلغار من تلك الجهة، وكان في البحر الأسود أسطول صغير ضعيف للبلغار مؤلف من طرادة صغيرة لا يزيد عدد طناتها عن 700، ومن سبع سفن للتوربيد، فنحن نذكر أولا ما فعله الأسطول العثماني في البحر الأسود، ثم ننتقل إلى بحر الأرخبيل فالبحر الأيوني.
أبحر قسم من الأسطول العثماني في اليوم الثاني لإعلان الحرب إلى جهة وارنه (أحد ثغور بلغار)، وأخذ يطارد سفينتين من سفن التوربيد البلغارية فاضطرهما إلى اللياذ بذاك الثغر، ثم ظهر في 21 منه أمام ثغر قوارنه فضرب حامية بلغارية كانت هناك، وأحدث أضرارا في الثكنة والمينا ومحل التلغراف ومخزن المئونة وبعض المباني.
صفحه نامشخص