تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
ژانرها
وفي سنة 752 سار وببين بجيش إلى اللانغدوق، واستولى على نيم وأقت وماغلون وبيزيه.
238
وبعد ذلك زحف لحصار أربونة وضيق عليها بجميع قوته، ولما وجد أن أمر حصارها يطول أبقى جانبا من عساكره حولها تحت قيادة أمير من أمراء القوط اسمه أنسماندوس
239
إلا أن العرب قتلوا أنسماندوس هذا في كمين عملوه له، وصادف ذلك حصول مجاعة في جنوبي فرنسة عطلت حركات الجيوش.
وكان بنو العباس في الشرق قد تغلبوا على بني أمية، ونقلوا مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد واستأصلوا الأمويين، وتعقبوهم في كل مكان، ففر منهم واحد إلى إفريقية ومنها أجاز إلى مالقة فتلقاه عرب الأندلس كمنقذ لهم، وكان اسم هذا الأمير عبد الرحمن
240
وكانت هذه الواقعة سنة 755 وقد قدر أن يكون على يد هذا الرجل وأعقابه أعظم مجد ممكن لمسلمي إسبانية، وفي أيامهم تأثلت المدنية العربية في الأندلس تأثلا لا تزال له آثار باهرة هناك إلى اليوم، وإلى يوم مجيء عبد الرحمن لم يكن لأمراء المسلمين في الأندلس شغل إلا بقتال بعضهم بعضا فلم يؤثروا آثارا خالدة.
وقد لقي عبد الرحمن نفسه خطوبا وأهوالا، وبقي يسكن الثورات ويرتق الفتوق مدة طويلة، ولكنه تمكن أخيرا من توطيد سلطته وتمكين استقلاله، واستوسق له أمر الأندلس بتمامها، إلا أنه لم يقدر أن يتجاوز إلى غيرها، فلذلك تحاشى أن يتلقب بلقب الخليفة واقتصر على لقب أمير، وبقي أعقابه إلى القرن العاشر مكتفين بهذا اللقب، وإنما كانت عاصمتهم قرطبة مركزا للعلوم والصنائع ومبعثا لأشعة المعارف.
وبعد أن رسخت قدم عبد الرحمن الأموي في الأندلس، فكر في مدينة أربونة وما يليها من جنوبي فرنسة، وسرح جيشا تحت قيادة أمير اسمه سليمان، زحف إلى البيرانه أملا برفع الحصار عن أربونة، ولكن المسيحيين كبسوهم في تلك الأوعار، فانهزموا هزيمة تامة.
صفحه نامشخص