تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
ژانرها
ومنهم اليسع بن عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع بن عبد الله الغافقي، من أهل بلنسية أصله من جيان، وسكن المرية ثم مالقة، يكنى: أبا يحيى، ترجمه صاحب نفح الطيب، وقال: إنه كتب لبعض الأمراء بشرقي الأندلس، وله كتاب سماه «المغرب في أخبار محاسن أهل المغرب» جمعه للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بالديار المصرية بعد أن رحل إليها من الأندلس سنة ستين وخمسمائة، وتوفي بمصر سنة 575.
ومنهم أبو العباس أحمد بن عبد السلام الغافقي الأشبيلي الشهير بالمسيلي: رحل حاجا وقفل إلى بلده، ذكره صاحب النفح.
ومنهم أبو إسحق إبراهيم بن عبد الله بن خصيب بن أحمد بن حزم الغافقي: أندلسي سكن دمشق وتولى بها الحسبة وسمع بمصر وبغداد وطرابلس ودمشق وغيرها، كان مالكي المذهب لكنه كان يميل إلى مذهب المعتزلة، قال المقري: ما سمعت بمالكي معتزلي غير هذا، توفي سنة 404 ذكره ابن عساكر.
ومنهم أبو أمية إبراهيم بن منبه بن عمر بن أحمد الغافقي من أهل المرية نزل مرسية، وتولى القضاء والخطبة فيها وحدث بصحيح البخاري آخر الحجة سنة 555 ذكره صاحب النفح ، ومنهم غير هؤلاء من الأعلام.
وأما عبد الرحمن الغافقي، أمير الأندلس، فقد ذكر المقري في النفح نقلا عن ابن سعيد أنه كان من التابعين، تولى إمارة الأندلس في حدود العشر ومائة وهو من أبطال الإسلام المعدودين، كل ما ذكره المؤرخون من أخباره يدل على أنه كان من أفذاذ الرجال، جمع إلى الشجاعة والإقدام، العدل في الأحكام، والسهر على مصالح الأنام، وبعد النظر في السياسة.
قال المؤرخ «رينو» إنه كان مهتما بأخذ ثأر المسلمين عن الغزوات التي أصيبوا فيها في السنين الأخيرة قبل إمارته، وكان يفكر في حملة شديدة على فرنسة يدوخ بها هذه المملكة ثم يجتاز منها إلى إيطالية فألمانية فالقسطنطينية ويدخلها في حكم الإسلام، ولما كانت الحماسة الدينية في ذلك الوقت في إبان غليانها، وكانت الأندلس وفرنسة الجنوبية بخصب أراضيهما واعتدال هوائهما أصبحتا مقصدا للعرب من جميع الجهات، وكان يأتيها كل يوم رجالات أشداء من جزيرة العرب ومن جبال الأطلس، فقد كان الأمير عبد الرحمن الغافقي يمرن هؤلاء المجاهدين على استعمال السلاح ويثير فيهم نخوة القتال، وكان مقامه بقرطبة، ولكنه بقي مدة يطوف في الأندلس وينظر في مظالم العباد ويقتص من القوي للضعيف ويعزل الولاة الذين حادوا عن جادة الاستقامة ويتبدل بهم ولاة معروفين بالعدل والنزاهة، وكان يعامل المسلمين والمسيحيين على السواء تقريبا وعلى كل حال لم يكن يخرج في معاملة المسيحيين عن العهود المعقودة معهم.
وفي تلك الأيام كان المسلمون يوالون الغارات من أربونة وقرقشونة على البلدان المجاورة لهما، ولكن حصل حادث نفس من خناق المسيحيين بعض الشيء، وذلك أن القائد الذي كان في سردانة من جبال البيرانيه كان بحسب رواية إزيدور الباجي ولذريق شمينيس أحد أحلاس الحرب الإفريقيين الذين بالاتحاد مع العرب فتحوا الأندلس، وكان يسمى «مونوزه» وكان من ذوي البطش والشبا المرهوب، وكان في مبدأ أمره صارما جدا في معاملة المسيحيين، وأحرق حيا أسقفا اسمه «أنامبادوس» فلما وقعت الحرب بين البربر والعرب مال بطبيعة الحال إلى قومه البربر، واتحد مع «أود» صاحب جنوبي فرنسة الذي لأجل أن يتمكن منه أزوجه ابنته المسماة «لامبيجيه» وكانت فتاة بارعة في الجمال
178
بلغت شهرة عظيمة.
وقد روى «كوندي» الإسبانيولي هذه الحادثة بشكل آخر نقلا عن مؤرخي العرب، فجعل «مونوزه» هذا محرفا عن عثمان بن أبي نسعة
صفحه نامشخص