تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
ژانرها
فعاثوا ونهبوا ولم يصادفوا مقاوما فاشتد بذلك عزم موسى. وفي السنة التالية (711) جرد تجريدة جديدة اثني عشر ألف مقاتل كان أكثرهم من البربر عقد عليهم لطارق بن زياد، فهزم طارق بهذا الجيش الصغير جيش القوط كله، واحتز رأس لذريق وبعث به إلى الخليفة
7
في دمشق. وفي أقل من سنة تم لطارق فتح قرطبة ومالقة وطليطلة، وقد روى أحد مؤرخي العرب أنه لأجل أن يلقي الرعب في القلوب أمر مرة بقتل بعض الأسرى الذين وقعوا في يده، وجعل من لحومهم شواء أطعم منه عسكره. وطارق بن زياد
8
هو الذي سمي باسمه هذا الصخر المسمى بجبل طارق، فالمسلمون المؤمنون كانوا يرون هذا الجهاد مما يزيد سواد المسلمين ويضمن لهم الجنة، والمسلمون الذين لم يكونوا يفكرون في أمر الآخرة قد رأوا في الأندلس قطرا خصيبا فياضا بالخيرات، فيه كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين. فاجتمعت إذن في هذا الفتح مقاصد الدنيا والآخرة، وانتظم فيه الاحتساب مع الاكتساب، ومما لا نزاع فيه أنه قد كان من أهم أسباب فوز طارق في الأندلس عضد اليهود الذين كانوا كثيرين في إسبانية، وكان المسيحيون يغلظون في معاملتهم ويعدون عليهم أنفاسهم فلما أقبل العرب وجدوا فيهم إخوانا يأخذون بثأرهم
9
وينفسون من خناقهم.
فلما بلغ موسى بن نصير ما فتحه الله على يد طارق هاج أشد هياج للأخذ بنصيبه من هذا الفتح، وأقبل بجيش من العرب والبربر
10
ومعه واحد من أصحاب محمد
صفحه نامشخص