وسائلا عن مزايا العدل هل وجدت؟
أبشر ففيها مدير العدل محمود
وقد وضعنا صورة المترجم في أول الصور الآتية بعد التراجم.
عزتلو أفندم عدلي بك يكن مدير الفيوم
أحد أغصان تلك الشجرة المحمدية، والدوحة الشامخة العلوية، وهو ممن تسنموا غارب العلوم، واشتملوا على المنطوق منها والمفهوم، تلوح عليه مخيلة النباهة، وتدل سيرته على غاية من النزاهة، مع هيبة ووقار، وسمو مكانة وأفكار، ونفس ذات إباء، تتطلع إلى كل ثنية شماء، وتترفع عن أن تطأ سماك السماء، وطبع تستعذبه الأذواق، وتتجه إليه الأشواق، وتستطيل نحوه الأعناق، وهاك ترجمته:
هو عدلي بك يكن ابن المرحوم خليل باشا يكن ابن المرحوم إبراهيم باشا يكن، وهذا الأخير هو ابن أخت محمد علي باشا والي مصر ومعيد التمدن إليها، ولقب إبراهيم باشا المشار إليه بلفظة «يكن» التي معناها بالتركية «ابن الأخت»؛ نظرا لكونه ابن أخت محمد علي باشا.
ولد هذا المترجم يوم الاثنين 15 شعبان سنة 1280 الموافق 25 يناير سنة 1864، وفي سنة 71م الموافقة لسنة 88ه توجه مع المرحوم والده إلى الأستانة، وفي سنة 74م الموافقة لسنة 91ه دخل المدرسة الألمانية بعد عودته من الأستانة، تلقى فيها مبادئ العربية والفرنساوية، ثم نقل إلى مدرسة الفرير، ثم الجزويت، ثم مدرسة مارسيل حيث أتم دروسها وأتقن اللغة الفرنساوية، ودرس اللغة التركية أيضا، وخرج منها، ولحسن اعتناء المرحوم والده بتربيته كلف بعض الأساتذة الماهرين بإعطائه دروسا خصوصية بالمنزل.
وفي سنة 80م الموافقة لسنة 97ه، عين بقلم الترجمة بالداخلية ، ثم بقلم المطبوعات.
ثم عين سكرتيرا - كاتب سر - بقلم الحقانية، ثم سكرتيرا خصوصيا لناظر الخارجية ورئيس مجلس النظار وهو دولتلو نوبار باشا، وبقي بالداخلية لغاية سنة 90م الموافقة لسنة 307ه، وفي أوائل سنة 91م الموافقة للسنة الهجرية المذكورة عين وكيلا لمديرية المنوفية، ثم عين وكيلا للمنيا، وفي مارس سنة 92م الموافق سنة 309ه عين وكيلا لمحافظة عموم القنال.
وقد رقي هذه المدة إلى الرتبة الثانية، وفي 15 نوفمبر سنة 94 الموافق 16 جمادى الأولى سنة 312ه عين مديرا للفيوم، ثم أنعم عليه برتبة المتمايز، وصورته هي الصورة الثانية.
صفحه نامشخص