تاریخ فلاسفه اسلام
تاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم وأعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية
ژانرها
ما لم تحط به خبرا
أي ما هو ذوقك يا موسى مع كونه كليم الله، فخرق السفينة وقتل الغلام حكما، وأقام الجدار مكارم خلق عن حكم أمر إلهي، كخسف البلاد على يدي جبريل ومن كان من الملائكة، ولهذا كان الأفراد من البشر بمنزلة المهيمنين من الملائكة، وأنبياؤهم منهم بمنزلة الرسل من الأنبياء.
وبعد أن أفاض المؤلف في تفصيل النبوة وأسرارها وأحكامها، تكلم في الحب والسكر، والتوبة، والمجاهدة، والخلوة، والتقوى، ومقامي الخوف والرجاء، والفرق بين الشهوة والإرادة، وشهوة الدنيا وشهوة الجنة، والفرق بين اللذة والشهوة، ومقام الخشوع، والقناعة، والتوكل واليقين، ومقام الذكر وأسراره، والفكر وأسراره.
ثم تكلم في أسماء الله الباطن منها والظاهر، وفي الأسماء على العموم، وانتقل إلى الكلام في حضور القلب بتواتر البرهان ومنزل الحوض وأسراره من المقام المحمدي، ومنزل تزاور الموتى وأسراره من الحضرة الموسوية.
وفي الجزء الثالث من الكتاب أفاض المؤلف في الكلام على الحضرة الموسوية والحضرة المحمدية، وتكلم على منزل الإمام الذي على يسار القطب، وهو منزل أبي مدين أحد أئمة الصوفية ببنجانة بالأندلس وهو ممن لم يلقهم محيي الدين.
كلام محيي الدين في المهدي المنتظر
ثم تكلم على المهدي المنتظر وفي معرفة نزول وزرائه، فقال في ج3 ص364: «اعلم أن لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا وظلما، فيملؤها قسطا وعدلا، لو لم يبق من الدنيا يوم واحد، طول الله ذلك اليوم حتى يلي هذا الخليفة من عترة الرسول يواطئ اسمه اسم رسول الله، يبايع الناس بين الركن والمقام، وهو أجلى الجبهة أقنى الأنف، أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية، ويعدل في الرعية، ويفصل في القضية، يمسي جاهلا بخيلا جبانا، فيصبح أعلم الناس وأكرمهم وأشجعهم، يمشي النصر بين يديه، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا، يصلحه الله في ليلة بفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفا من ولد إسحاق، يشهد الملحمة العظمى، مأدبة الله بمرج عكا، يبيد الظلم وأهله، يرفع المذاهب من الأرض، يفرح به العامة أكثر من الخاصة، ويبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء، ينزل عليه عيسى ابن مريم بالمنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، متكئا على ملكين، يقطر رأسه ماء مثل الجمان، يتحدر كأنما خرج من دماس، ويقبض الله المهدي إليه طاهرا مطهرا، وفي زمانه يقتل «السفياتي» عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في البيداء بين المدينة ومكة.»
ثم تكلم المؤلف في العرش والهواء والفلك والبرزخ، وفي معرفة الأمة البهيمية.
أما الجزء الرابع والأخير من هذا الكتاب النفيس، فبدأه بمعرفة منازلة الميت، والحي ليس له إلى رؤيته سبيل، ومعظم هذا الجزء في تفاسير أحاديث قدسية أو إلهامية منسوبة إلى الله عز وجل مثل: (1) «من دعاني فقد أدى حق عبوديته، ومن أنصف نفسه فقد أنصفني.» (2) «من سألني فما خرج من قضائي، ومن لم يسألني فما خرج من قضائي.» (3) «أسمائي حجاب عليك فإن رفعتها وصلت إلي.» (4) «أحبك للبقاء معي، وتحب الرجوع إلى أهلك.»
ولولي الله السيد محمد عبد السلام - رضي الله عنه - الذي انتقل إلى البرزخ في هذا الوقت تفسير بليغ عجيب لهذا الحديث.
صفحه نامشخص