تاريخ دولة آل سلجوق
تاريخ دولة آل سلجوق
ژانرها
له بين العوالي والمعاليو ما بين المهندة الذكور مقامات شرفن فما يباليأمات على جواد أم سرير ولم يكن في أولاد نظام الملك أكفى منه، وكان أوحد العصر، بليغا في النظم والنثر. فتقدم ونظم تلك الأمور المنثورة، وطوى تلك السيئات المنشورة. وكانت "علامته الحمد لله على النعم". فتوجه إلى مصاف تتش، وقال لمجد الملك أبي الفضل وهو منزو بأصفهان"قم وصاحبني". فأجابه"اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون". فلما ضرب المصاف، كسر تتش وقتل في المعركة، وتوحد بركيارق بالمملكة واستبرك بالوزير.
قال أنوشروان: كنت معه في المصاف، وذلك في سابع عشر صفر سنة 488 ه عند قرية يقال لها داشلو، على اثني عشر فرسخا من الري فوصل مؤيد الملك إلى السلطان في المعركة، وهنأه بالفتح، فابتسم سرورا بما آتاه الله من المنح. وقال له: "كل هذا ببركتك ويمن نقيبتك"فأمن الناس من أنه معزول، وأنه وزير مقبول. وكانت وزارته في ذي الحجة سنة 487 ه. ولما وصلوا إلى الري بعد الوقعة، بادر مجد الملك أبو الفضل إلى الري من أصفهان، واستمال قلب والدة السلطان في مبدأ الأمر، وتمكن من الدولة وقبض على الأستاذ على المستوفي، فسمل وأعمى. وبقي مؤيد الملك وحيدا يتوقع البلاء ويتعرض، ويتمثل"أكلت يوم أكل الثور الأبيض". وكان أخوه فخر الملك أبو الفتح المظفر أكبر سنا منه، وهو حينئذ بالري متعطش إلى الوزارة، فأطعمه مجد الملك في موضع أخيه، وساعده على توليه. واعتقل مؤيد الملك وحبس، ورتب فخر الملك في الدست وأجلس.
ولما كانت والدة السلطان صاحبة العناية بمجد الملك، أعانت على مؤيد الملك؛
فكتب من الحبس إليها أبياتا بالفارسية يستعطفها ويتضرع إليها. واستقل مجد الملك بالاستيفاء، وغلب على الوزارة، وبقي فخر الملك صورة بلا معنى. وكان أيضا خاليا من الكفاية والفضل والأدب. وعلاما لكل شيء غير النسب. وهو أسير تصرفات مجد الملك، وتابع رأيه، وليس له من رسوم الوزارة إلا علامته وهي: "الحمد لله على نعمائه". وقال مؤيد الملك فيه بيتين بالفارسية عربهما عماد الدين وهما:
صفحه ۲۳۸