أما أعلام الكتائب فلم يكن منها ما عليه الهلال غير ثلاثة، فكان لعلم «طوپراقلي سواريسي» أربعة أهلة مذهبة؛ اثنان على الشطر الأخضر واثنان على الأحمر بينها صورة ذي الفقار كما تقدم. ولكل واحد من علم السپاه الأحمر وعلم السلاحدارية الأصفر هلالان مفضضان.
علم السلطان محمد الأحمر ذو الدائرة الخضراء.
ولولوع السلاطين العثمانيين بتعظيم الهلال اتخذوه مرصعا على الصورغوج، وهي حلية كانت تجعل على العمائم والقلانس، وقصدهم أن يكون مرفوعا دائما على رءوسهم. وصوره بعضهم على الأوسمة لما حدثت عندهم. والظاهر أن أول وسام صور عليه كان «وسام الهلال» المرصع الذي أحدثه السلطان سليم الثالث، ثم أبدله السلطان محمود الثاني بوسام الافتخار على ما في معلمة لاروس.
هذا ما استطعنا الوصول إليه عن أصل الهلال العثماني، ولا مطعن لنا في إحدى الروايتين، غير أننا لا نوافق على الرأي المبني على الرواية الأولى؛ فليس الهلال الرومي فيما يظهر لنا أصلا للهلال العثماني كما يقول أصحاب هذا الرأي، بل الذي نرجحه استنتاجا من الروايتين أن الهلال كان شعارا للملكة الشرقية كما كان شعارا للسلجوقيين والعثمانيين. فلما فتح هؤلاء القسطنطينة استنتج المؤرخون بعدهم من توافق الشعارين ما نشأ عنه الرأي الأول. وسيبقى هذا الإشكال بلا حل حتى يهتدي الباحثون إلى نص صريح لثقة من معاصري الفتح.
النجم
وضع النجم على العلم العثماني مضافا إلى الهلال ليس بقديم كما يتوهمه كثيرون، ففي رواية تروى أنه كان في زمن السلطان سليم الثالث المتولي من سنة 1203 إلى 1222 لما أحدث النظام الجديد للجند.
العلم العثماني الأخير الأحمر ذو الهلال والنجم الأبيضين.
والذي في التواريخ التركية التي اطلعنا عليها أنه لم يصور على العلم إلا في زمن السلطان عبد المجيد بن محمود المتولي من سنة 1255 إلى 1277 بعد إحداثه «التنظيمات الخيرية».
ويحتمل أن يكون سليم الثالث أول محدث له ثم أزيل بعد قيام اليكيچرية وإبطالهم النظام الجديد وقتلهم هذا السلطان، فلما أحدث السلطان عبد المجيد «التنظيمات الخيرية» وأراد التغيير في العلم أعاد إليه ما كان أحدثه فيه سليم فنسب إليه إحداثه.
وسواء صح هذا أم ذاك فشكل العلم العثماني المعروف الآن بهلاله ونجمه الأبيضين ليس بقديم في الدولة فما جاء في مادة «ترك» من المعلمة الوجدية
صفحه نامشخص