تاریخ علم ادب
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
ژانرها
بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وفي مقدمة هذه الطبقة عمر بن أبي ربيعة كبير قريش، وكان له في الشعر مقامات عالية وطبقة مرتفعة، وكان كثيرا ما يعرض شعره على ابن عباس فيقف لاستماعه معجبا به. ومنهم الحطيئة العبسي المشهور في الهجاء وحكم عليه بقطع اللسان في خلافة عمر (رضه) ثم عفا عنه. وكان جرير، والفرزدق، والأخطل من أعظم شعراء الدولة الأموية وحصل بينهم محاورات ومهاجاة، وكان لكل منهم فرقة من الناس تفضل شعره وتطرب لقوله وتنتصر لرأيه، وكثيرا ما كان يفضي بينهم الجدال على تفضيل الشعر إلى القتال، والمشهور بين الأدباء أن جرير مرجح على الفرزدق في أكثر أنواع الشعر، وعلى الأخطل في جميع أنواعه. وكان الفرزدق والأخطل متفقين على هجاء جرير ومعاداته، واستخرج المستشرق بوشه من مكتبة جامع أيا صوفيا بالأستانة ديوان الفرزدق، وطبعه وحشاه وترجمه للفرنساوية وحرر شيئا عن عروة بن الورد أيضا.
وممن عاصر الفرزدق غيلان ذي الرمة الثقفي صاحب مي بنت مقاتل، ومن هذه الطبقة نصيب. وبشار المتوفى سنة 167ه وهو القائل: «والأذن تعشق قبل العين أحيانا»، وكثير غيرهم، ويجمع كلامهم كتاب الأغاني الذي ألفه أبو الفرج الأصفهاني المتوفى سنة 356ه. وكان من نسل مروان الحمار آخر ملوك بني أمية، وكتابه هذا مطبوع في بولاق، ومختصره أي رواياته مطبوع في بيروت. وممن اشتهر بالنثر وكتابة الرسائل عبد الحميد الكاتب، وكان كاتبا لمروان الحمار فمات منكوبا حينما انقرضت الدولة الأموية، وجمعت رسائله في كتاب.
فأهل هذه الطبقة وإن نسجوا على منوال شعر الجاهلية، فكلامهم أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية في منظومهم، ومنثورهم، وخطبهم، وترسيلهم، ومحاوراتهم للملوك، والسبب في ذلك حصول الانقلاب في الأمة، وتأسس الملك والدولة وتوسع حدود المملكة بالفتوحات، واختلاط الأقوام بعضها ببعض فاتسعت بذلك دائرة العقول، ونهضت طباع أهل الطبقة الإسلامية، وارتقت ملكاتهم في البلاغة على ملكات من قبلهم، فكان كلامهم في نظمهم، ونثرهم أحسن ديباجة وأرصف مبنى وأعدل تثقيفا بما استفاده من انفتاق الذهن وتوسع دائرة الفكر، وبما سمعوه من الكلام العالي الطبقة في القرآن والحديث. •••
ثم حصل انقلاب كبير في الأمة وقامت الدولة العباسية مقام الدولة الأموية، وترجمت كتب العلم والحكمة عن خمس لغات أعجمية، وهي: (1)
الفارسية والبهلوية. (2)
الهندية والسنسكرية. (3)
السريانية. (4)
العبرانية، وسمي المترجم عنها بالإسرائيليات. (5)
اليونانية.
صفحه نامشخص