============================================================
وقد تركنا وصف الحروب العظام التي كانت لفلبش الملك الشجيني من الروم الغريقيين ، وهي الحروب التي شملت جميع بلد أسية وبلاد الروم الغريقيين.
ثم رجع القول الى من ولى الحكم في بني إسرائيل بعد عبدون، وهو شمشون، شرين سنة.
شمشون بن منوا بن الياث آحد بني شوشم بن دان بن يعقوب 3 حكم في بني اسرائيل عشرين سنة . فصارت سنو الدنيا الى آخر زمانه أربعة الاف وأربعا وأربعين سنة . وكانت بنو إسرائيل في ذلك الزمان قد اتركوا من الله .
فأسلمهم الله في آيدى الفلسطنين (1) فملكوهم دهرا ، وعنفوا عليهم.
وكان هذا شمشون من عظماء مبطه. وهو الذي لم يكن أحد في مثل قوة بدنه .
وقد كان بشر آبواه به . وكان عهد الله عندهما من قبل مولده ألا يزال قويا ظافرأما لم يقطع شعره ولا حلقه. وكانت له من شعره سبع ضفائر. وله مع الفلسطنين معارك عجيبة قتل فيها منهم وحده الافا. وهو الذي عرض له الاسد في مسيره الى خطيبة له، فقلع أشداقه وانبعت له بعد ذلك معها عسل. وله فيه مثل ضربه لقوم (2).
وكان قومه في أول انبعاثه لما ضيق عليهم الفلسطنون آخذوه وفيدوه وتلوه في أيديهم موثقا بحبلين حديدين. فلما انتهوا به إلى عسكر الفلسطنين أقبلوامتصايحين اليه، انتفض فصارت الحبال التي كان بها مربوطا كهباء أو كشيء أكلته النار. ثم حمل وحده على الفلسطنين فلم يجد ما يأخذ في يده إلا عظم لختي الحمار. فقتل بذلك العظم منهم آلف رجل. وأدركه العطش في ذلك الموقف. فلما وقف موقف الهلاك دعا الى الله، فأخرج له في ذلك العظم ما شربه حتى روى ثم بعد ذلك دخل مدينة غزة الى امرأة كان قد ومقها. فلما عرف الفلسطنون خبره، رأوا آن قد ظفروا به. فأغلقوا باب المدينة، ونصبوا له المراصد عليها (1) مفردها: فلسطن.
(7) ورد في " سفر القضاة * اصحاح ط1 آن شمشون بعد ان قتل الأسد وعاد اليه وجد في جنته خلية تحل، فاخذ منها عسلا ، أطمه لأبويه واقترح لغزا على فوم زوجته وهو: * من يأكل يخرج ما يأكل، ومن القوي خرج الحلوه . والى هذا اللغز (المثل ايشير هنا.
129
صفحه ۱۲۳