الطفل الذي في بطن أمه، وإلى حين ولادتها لطفلها، قامت الأم بتدبير مهام الملك:
* لا تتكئ على حسبك ونسبك ... فجوهر فعالك هو المعول عليه
فإما أن يحمر وجهك منها خجلا ... أو تصبح شهيرا ذائع الصيت
وفي أي مكان حارا كان أم باردا ... فإن في أصلاب الرجال أولادا نجباء
ولما رأى ساسان أن أباه فضل عليه جنينا، نهض واشترى مجموعة من الخراف وتوجه إلى بيهق، وأقام في ساسان قاريز التي يقال لها ساساقاريز، ثم حفر هناك قناة:
* كل ما آل إلى اليسر ... لا بد أن بدايته كانت عسيرة
ووضع خرافه هناك حيث قصبة ساسان آباد التي يقال لها اليوم سبزوار، وبنى هذه القلعة، وأما القناة التي حفرها وسط المدينة، فكأن لسان حالها يقول:
* مع أن قدري أسمى من هذا ... وأن الفلك الدوار أكبر مني
وهذا حديث طويل طويل وقلبي ... مفعم بالألم واللوعة والحاجة
الطريق متاهة ولا يوجد دليل ... وقد سكنت الغربان في وكر العنقاء
ثم توجه إلى حدود يوزكند بتركستان، التي تدعى هناك أوزجند، حيث بنى هناك قرية تسمى سبزار (سابزوار) ، وأصلها ساسان آباد أيضا، وهي اليوم معمورة مسكونة.
وتوجد في تركستان قريتان بنيتا بجوار ساسان آباد: إحداهما تدعى «راز» ، والأخرى باسم «إيزي» ، كما قلنا عند ذكرنا لبيهق.
والعقب من ساسان بن بهمن: مهر، ومهر هرمز، وبه آفريد، وذكروا أن الذي بنى هذه البقعة ليس ساسان بن بهمن، وإنما هو ساسان بن بابك بن ساسان بن مهر بن ساسان بن بهمن بن إسفنديار، والله أعلم.
اتفق على أن باني خسروجرد وخسرو آباد هو الملك كيخسرو بن سياوخش بن كيكاوس، أما بلاشاباد، فقد بناها بلاش بن فيروز عم نوشيروان، والله أعلم.
صفحه ۱۳۹