============================================================
ذكر إبراهيم عليه السلام على باب الجتة، فرأى ثلاثة أسطر مكتوبة على الجنة أولها لا إلله إلا الله محمد رسول الله، والثاني أمة مذنبة ورب غفور، والثالث من قدم خيرا وجده ومن عامل الله ربح ومن ورث مالا لغيره خسر ثم إنه أدخل الجنة فلم ينظر إلى قصر من قصور الجنة ولا درجة من درجاتها ولا ورق من أوراق شجرها ولا باب من أبوابها ولا حلة من حليها ولا شيء من أوانيها إلا ورأى مكتوبا عليه لا إلكه إلا الله محمد رسول الله. قال ابراهيم للملك الذي كان معه من الذي أرى قرن الله ذكره بذكره في كل مكان قال الملك، الله أعلم به فقال إبراهيم: يا رب من هذا الذي أرى اسمه مقرونا بذكرك في كل موضع؟ قال الله له: هو نبي من أنبيائي من ذريتك اسمه محمد أخرجه من الحرم في آخر الزمان وهو أفضل آنبيائي ورسلي وأشرف عبيدي وأكرم الخلق علي ولولاه لم اكن لأخلق السملوات والأرضين وما فيهن وما تحتهن وما فوقهن، ولا خلقت شيئا من خلقي قال إبراهيم: إللهي اجعله من أمتي، قال يا إبراهيم هو أشرف من أن يكون أمة غيره وإن أمته لمن أفضل الأمم كما أنه من أفضل الأنبياء، قال إبراهيم: إللهي فاجعلني من أمته، قال: يا إبراهيم إنك لم تلحقه ولم تدرك وقته فإنه يخرج في آخر الزمان وهو آخر الأنبياء وأمته آخر الأمم وكتابه آخر الكتب، وشريعته آخر الشرائع قال إبراهيم: فاجعلني منه ومن آمته نصيبا من آن يبقى ذكري فيهم وذلك قوله تعالى: وأجعل لى لسان صدق فى الآخرين (الشعراء: الآية 84] قال الله تعالى سأجعل لك نصيبا من ذكرهم بالثناء الحسن فذلك ما لقن الله تعالى هذه الأمة أن يقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وقال الله تعالى: فإذا كان يوم القيامة وأمرت بأهل الجنة إلى الجنة ومرت أمة محمد نحو الجنة فكن أنت معهم فرضي إبراهيم عليه السلام بذلك، قال المفسرون في قوله وهذا قوله تعالى: وايه فى الآحرة لمن الصللحين} [البقرة: الآية 130]، يعني من جملة أمة محمد وأن الصالحين نعتهم كما قال في موضع آخر: أب الأرض يرثها عبادى الصكلحون) [الأنبياء: الآية 105] يعني أمة محمد ي وهذا بلغنا من معراجه عليه السلام.
باب في ذكر ولد إبراهيم عليه السلام وإن سارة كانت منعت الولد فقالت لإبراهيم آراك لا ترزق مني ولدا فخذ هذه الجارية يعني هاجر فإنها وضية لعلك ترزق منها ولذا، وقد ذكرنا أن هاجر كانت من (1) انظر تفاصيل هذا الباب موزعة في كتب التفاسير: كما في تفسير سورة الصافات في آيتي 100 101. القرطبي - الجامع لأحكام القرآن 15/8. ابن كثير - تفسير القرآن العظيم )/14. ابن كثير البداية والنهاية 228/1 وما بعدها. ابن كثير - قصص الأنبياء ص 152.
صفحه ۸۰