============================================================
ذكر ابراهيم عليه السلام سنة وسارة ابنة سبع وثلاثين سنة، ويقال بل كان إبراهيم وقت الهجرة ابن ثمانين سنة وسارة ابنة تسع وسبعين سنة والله أعلم، فلما خرجوا مروا بالعشارين وكان إبراهيم قد خبأ سارة في صندوق وحمله على دابة فقال له العشارون: ما في صندوقك هذا لنأخذ منه حقه؟ قال: خذوا ما شئتم فقالوا فيه دراهم فقال: خذوا حق الدراهم، فقالوا: فيه دنانير فقال: خذوا حق الدنانير قالوا: نفتش ما فيه، فمنعهم إبراهيم فغلبوا عليه ونظروا فرأوا امرأة فأراد أن يخرجوا بها إلى الملك فخالف الله بين السنتهم فعند ذلك تبلبلت الألسن. ويقال سبب اختلاف ألسنتهم آن نمرود لما قيل له إن إبراهيم قد هرب جعل على الطرق رصذا ليأخذوه إذا مر بهم فلما مر بجماعة منهم خالف الله بين ألسنتهم فلم يقدروا أن يخبروا به فبذلك سميت بابل لأن بها تبلبلت الألسن وأنهم وردوا حران ثم خرجوا نحو مصر وبها فرعون من الفراعنة جبار عنيد يقال له صادوف وكانت سارة من أحسن نساء العالمين: وعن ابن عباس رضي الله عنه أن الله تعالى قسم الحسن عشرة أجزاء فأعطى ثلائة منها لحواء وثلاثة منها لسارة وثلاثة منها ليوسف وجزءا واحذا في سائر الناس وكانت سارة لا تعصي إبراهيم بشيء وبذلك أكرمها الله بما آكرمها به وقيل: كان الله أعطاها صورة الحور العين، إلا أنه لم يكن لها صفاوتهن وطهرهن، وإن ذلك الملك أخبر بشأن سارة فبعث إلى إبراهيم من هذه المرأة التي معك قال: هي أختي، وخاف إن قال إنها امرأتي أن يقول خل سبيلها وهذه من الكذبة الثالثة لإبراهيم، وقيل: أراد بقول إنها أختي في الإسلام وفي القرابة إذ هي ابنة عمه فقال الملك زوجنيها فقال: هي أحق بنفسها، فقال: أرسل بها إلي فبعث إبراهيم بها إليه وقال لها: لا تخافي فإن الله يعصمك منه، وكان إبراهيم من أشد الناس غيرة فرفع الله الحجب ما بين إبراهيم وسارة حيث كانت حتى كان يراها وما يكون منها فلما قصدها الملك أعمى الله عينيه وأيبس يديه ورجليه ويقال إن الله تعالى زلزل عليه بيته الذي كان فيه فتحمل إلى بيت آخر فكان كذلك فظن آنها زلزلة وقعت بالأرض فسار إلى بستان له فأعماه الله وغل يديه، فلما رأى ذلك علم أنه من شأن المرأة، فقالت له سارة هل تدري من أين هذا بك؟ قال: لا، قالت: إن إلله إبراهيم هو يفعل بك هذا لأجله حين سألنيه قال: فما الحيلة؟ قالت: أن تردني إليه ويقال إنه قال لها اسألي ربك أن يطلق عني ولك ما شئت من مالي، فدعت سارة فكشف الله ما به وأته رتها إلى إبراهيم، ويقال: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم أني لا أعافيه إلا أن يخرج من بلده هذا إلى بلد آخر، ويعطيك جميع ما في بلده من أمواله وكنوزه ففعل الملك ذلك، فعافاه الله تعالى فلما أراد أن
صفحه ۷۷