============================================================
ذكر ثمود وروى الضخاك (1) عن ابن عباس قال: لما آيس صالح من إيمان قومه اغتم لذلك، فقال: يا رب اتذن لي فأسيح في الأرض لعلي أجد أحذا يعبد الله، فأتنس به، فأذن له فمضى يسيح في الأرض يطلب عبدا يعبد الله قال: فمر بتلة عليها رجل قائم يعبد الله فسلم عليه فقال له: ما لي أراك وحدك وما قصتك فقال: هلهنا قرية أهلها أخبث من في الأرض، ولم يكن فيها من يعبد الله غيري فخسف الله بهم الأرض ونجاني منهم وأتا أعبد الله ههنا شكرا له إذ نجاني من بينهم قال: فحمد صالخ ريه ومضى حتى انتهى إلى البحر، فإذا هو بجزيرة فيها رجل قائم يصلي فسلم عليه وسأله عن حاله وقصته، فقال: كنت من قوم ركبنا سفينة في هذا البحر ولم يكن قوم آخبث منهم وليس فيهم من يعبد الله غيرى، فأهلكهم الله ونجاني من بينهم، فأنا أعبد الله ههنا شكرا مما نخاني فحمد الله صالح ومضى، فانتهى إلى مدينة كلهم كفار ليس فيهم مؤمن إلا رجلان خواصان يعملان الخوص طول يومهما فإذا أمسيا تصذقا بكسبهما إلا قوتا يمسكانه فأتاهما صالح وجلس إليهما فلما كان عند المساء سمع صالح صيحة، فقال لهما: ما هذه الصيحة؟ قالا: هذه دابة تخرج من البحر كل يوم هذه الساعة، فلا تأتي على شيء إلا أهلكته قال صالح: فما يجعلون لي أهل هذه المدينة إن قتلت الدابة؟ فانطلق الرجلان إلى أهل المدينة وقالا لهم: ما تجعلون لرجل يقتل الدابة؟ قالوا: نعطيه نصف أموالنا، فأخبرا بذلك صالحا فقام يصلي ركعتين ودعا الله فانشقت الدابة نصفين ففرح الناس وأتوه بنصف أموالهم، فأعطاه صالح للرجلين فقالا له: إنا لنكتفي بما في أيدينا من كسبنا، ولا حاجة لنا بهذا المال : فرد صالح المال على أهله وخر لله ساجدا وقال: الحمد لله الذي أبقاني حتى رأيت ثلاثة يعبدون الله تعالى، فأوحى الله تعالى إليه يا صالح أما علمت أن لي عبادا تقوم الدنيا بهم ولولا أهل طاعتي لما نظرت إلى أهل معصيتي طرفة عين وقد قالت بقايا ثمود من المؤمنين أشعارا كثيرة في أمر ثمود وكذلك العرب ذكرت قصتهم في أشعارهم وهي موجودة في التواريخ فلم نكتبها.
(1) الضحاك بن النعمان، أسلم وحسن إسلامه، ابن الأثير، أسد الغابة 51/3.
صفحه ۶۵