============================================================
ذكر عيسى ابن مريم عليه الشلام من بلاد قومك فإنهم إن ظفروا بك قتلوا ولدك قال: فخرجت وجبرائيل آمامها وهي على أثره حتى إذا بعدت من الناس أخذها المخاض وقال آخرون: المخاض تحرك الولد في البطن للخروج وقيل إن يوسف ابن خالها احتملها على حمار حتى يأتي بها مصر فأخذها الطلق في الطريق وعرضت لها نخلة قال الله تعالى: فأجاءها المخاض إى جذع النخلة} (مريم: الآية 23]، قال ابن عباس كان جذغا لأنه لم يكن عليها سعفة من برد الشتاء ويقال: بل كانت يابسة منذ دهر فنزلت عندها فاستندت إليها ونأى يوسف عنها ولم يمكنه معالجتها قالت يليتني مث قبل هلذا وكنث نسيا منسيا [مريم: الآية 23]. ويقال في رواية أخرى أنه أدركها الطلق في قرية من قرى الشام على ستة أميال من بيت المقدس يقال لها بيت لحم فأجاءها المخاض إل جذع التخلة [مريم: الآية 23] وعندها رأى حمارا ويقال مدود بقرة ثم إن الله تعالى بعث ملائكة حتى حفوا بها وقبلوا ولدها وجاؤوا بما يحتاج إليه الولد من الخرق وغيره، ثم إن الله تعالى آنبع لها عينا من ماء حتى غسلوا الولد بالماء قال النبي ية إن الملائكة حفت بها فدفعوا آن يقربهما الشيطان وأخذوا عيسى ولفوه فذلك قوله عز وجل: فنادنها من تحتها} (مريم: الآية 24) يعني جبرائيل ويقال: ناداها عيسى من تحتها حتى وضعته الا تخزنى قذ جعل ريك تحتك سريا [مريم: الآية 24] يعني جدولا من ماء ويقال ولذا سريا أي سيدا ثم قال لها جبرائيل وهزى إليك يجذع النخلة تلقط عليك رطبا جنيتا [مريم: الآية 25] فلما هزتها أورقت وأثمرت وأنبعت وتساقط عليها الثمر من ساعتها حتى أكلت منه وقيل لها فكلى وآشرى وقرى عينا} [مريم: الآية 26) بولدك فقالت مريم لجبرائيل فماذا أقول للناس إذا سألوني عن ولدي قال جبرائيل: فإما ترين من البشر أمدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما [مريم: الآية 26] أي صمتا وكانوا يصومون في ذلك الزمان عن الكلام، فلن أكلم اليوم إنسيا امريم: الآية 26] فسألوها عن نفسها قال وفقد الناس مريم من محرابها فسألوا يوسف عنها، فقال: لا علم لي بها، على قول من قال إنها خرجت مع جبرائيل فسألوا عنها زكريا ففتح باب المحراب فلم يجدها فاتهموه ووبخوه، ثم أخبرهم رجل آنه رآها في موضع كذا، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها عند جذع النخلة فلما رأت قومها حملت ولدها فلقيتهم فذلك قوله تعالى: فأتت بد قومها تحمله} [مريم: الآية 27] ويقال: لا، بل إتها أقامت ببيت لحم ثلاثة أيام ويقال سبعة أيام، ويقال أربعين يوما ثم إنها حملته ورجعت إلى قومها فلما رأوها شقوا مدرعاتهم وحثوا التراب على رؤوسهم وقالوا: ما الذي صنعت بنا لقذ جتت شيعا فريا} (مريم: الآية 27] أي منكرا عظيما، ثم قالوا: يأخت هرون [مريم: الآية 28] أي يا شبيهة هارون في
صفحه ۳۱۹