285

============================================================

قصة أهل أيلة في زمن داود عليه السلام موسى آن دعهم يوم السبت ولكن أخبرهم آني حرمت عليهم العمل والضيد يوم السبت ومن خالف ذلك منهم عاقبه الله، فلما كان زمن عيسى عليه السلام آمره بتعظيم الجمعة، فأخبره قومه فقالوا له: ولم تأمرنا بتعظيم الجمعة وأن الله ابتدأ الخلق يوم الأحد فتحن نحب أن يكون عيدنا يوم الأحد، فقال: إنهم قالوا نحن لا تحب أن يكون عيد اليهود بعد عيدنا، فنحن نختار الأحد فقال الله تعالى له: دعهم يوم الأحد وأخبرهم أن من ترك حرمته وعمل بما لا أرضاه عاقبته ثم إن الله تعالى لما بعث محمدا أمره بتعظيم الجمعة فأخبر به أمته فرضوا بذلك فهو قوله تعالى: إنما جعل التبت على الذيخ أختلفوا فيه} (النحل: الآية 124] .

رجعنا إلى قصة أهل أيلة قالوا: وكان في زمن داود قوم في بلدة يقال لها أيلة وكانت على ساحل البحر والبحر يمد في كل يوم فابتلاهم الله تعالى بأن جعل حيتانهم يوم سيتهم شترعا [الأعراف: الآية 163] ظاهرة كثيرة ويوم لا يسبتو لا تأتيهة كذالك) [الأعراف: الآية 163]، فطال ذلك الأمر عليهم وصار أمر السمك غصة في قلوبهم إن لم يكونوا يقدرون على صيدها في يوم ظهورها وكثرتها ويقال: إنها كانت تجري على رأس آنهارهم وحياضهم رافعة رؤوسها يأخذها كل من يشاء بلا صيد، فلما اشتدت الغصة عليهم هيأوا لها حياضا وجعلوا لها أبوابا مشبكة يدخل الماء ويخرج من الشباك وكان البحر إذا مذ يوم السبت خرجت الحيتان من البحر في المد فتدخل في حياضهم وإذا جزر الماء انطبقت الأبواب وجر الماء من الشباك وبقيت الحيتان في الحياض ويقال: كان أول من أخذ من السمك كان رجل منهم أخذ سمكة من على وجه الماء بيده فلم يجسر آن يخرجها مخافة أن يكون صيذا فربط في ذنبها خيطا وتركها في الماء إلى غداة يوم الأحد ثم أخرجها وجعل يصلحها للأكل فشم جاره رائحة السمك غدوة فقال لجاره: من أين لك السمك؟

ولم تأخذ بالأمس شيئا فأنكر جاره أن يكون ذلك عنده ثم إن صاحبه اطلع عليها من كوة بيته فرآه يشوي السمكة فسأله عن ذلك فأخبره بما فعل فقال صاحبه: أخاف أنك قد ارتكبت ما نهيت عنه من الصيد وجعل يتربص به نزول عذاب فلم يصبه شيء، فلما كان في السبت الآخر أخذ الرجل سمكتين ومد في ذنبيهما الخيط كما فعله أول مرة فأخرجها يوم الأحد فأكلها وتربص بها فلم يصبه مكروه فأخبر جاره بفعله فقال: لعله حرمة السبت قد ذهبت وفشا أخذ الحيتان فيهم على الروايتين فصار أهل البلدة ثلاث فرق فرقة بأخذونها ويأكلونها وفرقة يأخذون ولكتهم يجالسونهم ويؤاكلونهم ولا ينهونهم وفرقة لا يأخذون ولا يأكلون وجعلوا ينهونهم عن فعلهم قال: وجاءهم داود فنهاهم عن فعلهم

صفحه ۲۸۵